Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 45-47)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { مِن رُّسُلِنَآ } بيان لمن . قوله : { أَجَعَلْنَا مِن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ } إلخ ، أي حكمنا بعبادة الأوثان ، وأنزلنا ذلك في كتبنا . قوله : ( قيل هو على ظاهره ) أي من غير تقدير ، فهو مأمور بسؤال المرسلين أنفسهم ، وهذا على أن الآية مكية . قوله : ( بأن جمع له الرسل ) إلخ ، جواب عما يقال : إنه متأخر في البعث عن الرسل ، فكيف يؤمر بسؤال لم يلقه ؟ قوله : ( وقيل المراد أمم ) إلخ ، أي فالكلام على حذف مضاف ، والمعنى : اسأل أمم من أرسلنا ، وقوله : ( أي أهل الكتابين ) تفسير لأمم ، وهذا على أن الآية مدنية ، لأن أهل الكتابين إنما كانوا في المدينة . قوله : ( ولم يسأل على واحد من القولين ) هذا أحد قولين ، قال ابن عباس وابن زيد : لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، وهو مسجد ببيت المقدس ، بعث الله له آدم ومن دونه من المرسلين ، وجبريل مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فأذن جبريل عليه الصلاة والسلام وأقام الصلاة ثم قال يا محمد تقدم فصل بهم فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له جبريل : سل يا محمد من أرسلنا من قبلك من رسلنا ، أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : قد اكتفيت : والقول الآخر لغير ابن عباس : أنهم صلوا خلفه صلى الله عليه وسلم سبعة صفوف : المرسلون ثلاثة صفوف ، والنبيون أربعة صفوف ، وكان يلي ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم الخليل ، وعلى يمينه إسماعيل ، وعلى يساره إسحاق ، ثم موسى ، ثم سائر المرسلين ، فصلى بهم ركعتين ، فلما انتقل قام فقال : إن ربي أوحى إلي أن أسألكم : هل أرسل أحداً منكم بدعوة إلى عبادة غير الله تعالى ؟ فقالوا : يا محمد إنا نشهد إنا أرسلنا أجمعين بدعوة واحدة ، أن لا إله إلا الله ، وأن ما يعبدون من دونه باطل ، وأنك خاتم النبيين وسيد المرسلين ، وقد استبان ذلك بإمامتك إيانا ، وأنه لا نبي بعدك إلى يوم القيامة إلا عيسى ابن مريم ، فإنه مأمور أن يتبع أثرك . قوله : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ } إلخ ، الحكمة في ذكر تلك القصة والتي بعدها ، عقب ما تقدم من مقالات الكفار تسليته صلى الله عليه وسلم ، فإن موسى وعيسى وقع لهما من قومهما ما وقع لمحمد صلى الله عليه وسلم من قومه ، من التعيير بقلة المال والجاه . قوله : { بِآيَـٰتِنَآ } أي معجزاتنا التسع ، والباء للملابسة . قوله : { فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } في القصة اختصار قد بين في سورة طه والقصص ، والمعنى : فقال إني رسول رب العالمين ، لنؤمن به وترسل معه بني إسرائيل . قوله : { فَلَمَّا جَآءَهُم بِآيَاتِنَآ } مرتب على مقدر ، أي فطلبوا منه آية تدل على صدقه ، يدل عليه ما تقدم في الأعراف { قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَآ } [ الأعراف : 106 ] إلخ ، قوله : { إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ } فجائية ، والمعنى : حيث جاءهم بالآيات فاجؤوا المجيء بها بالضحك والسخرية ، من غير تأمل ولا تفكر . قوله : ( والجراد ) أي والقمل والضفادع والدم ، كل واحدة تمكث سبعة أيام عليهم ، فيستجيروا بموسى ، فيدعو الله تعالى فيكشفه عنهم ، فيمكثون بين كل واحدة والأخرى شهراً ويعودون لما كانوا عليه من الطغيان ، ثم أرسل الله عليهم السنين المجدبة ، فاستجاروا ثم عادوا للطغيان ، ثم دعا الله فكشفت عنهم ، ثم دعا عليهم بالطمس فطمست أموالهم ، فعزموا على قتل موسى وقومه . فانتقم الله منهم بالغرق .