Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 46, Ayat: 15-16)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَوَصَّيْنَا ٱلإِنسَانَ بِوَٰلِدَيْهِ } لما كان حق الوالدين مطلوباً ، بعد حق الله تعالى ، ذكر الوصية بهما ، ثم ما يتعلق بحقوقه تعالى ، ومناسبة ذكر الوصية بالوالدين ، عقب ذكر صفات أهل الجنة وأهل النار ، لأن الإنسان يختلف حاله مع أبويه ، فقد يبرهما ملحقاً بأهل الجنة ، وقد يعقبهما فيكون ملحقاً بأهل النار . قوله : ( وفي قراءة ) أي سبعية أيضاً . قوله : ( أي أمرناه ) الخ ، تفسير لكل من القراءتين . قوله : ( فتنصب إحساناً ) الخ ، بيان لإعراب القراءتين ، على اللف والنشر المشوش ، والحسن والإحسان بمعنى واحد ، وهو جمال القول والفعل ، بأن يعظمها ويوقرهما قولاً وفعلاً . قوله : { حَمَلَتْهُ أُمُّهُ } الخ ، على لقوله : { وَوَصَّيْنَا } واقتصر على ذكر الأم ، لأن حقها أعظم ، ولذلك قيل : إن لها ثلثي الأجر . قوله : { كُرْهاً } بفتح الكاف وضمها ، قراءتان سبعيتان ، ومعناهما واحد . قوله : ( أي على مشقة ) أي في أثناء الحمل ، إذ لا مشقى في أوله . قوله : { وَحَمْلُهُ } أي مدة حمله ، وقوله : { ثَلٰثُونَ شَهْراً } خبر لقوله : { وَحَمْلُهُ } على حذف مضاف . قوله : ( إن حملت به ستة ) أي من الشهور ، وقوله : ( أرضعته الباقي ) أي من الثلاثين ، وهو أربعة وعشرون ، أو أحد وعشرون ، قيل : إن الآية عامة في كل إنسان ، وقيل : إنها خاصة بمن نزلت في حقه ، وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، لما روي أن أمه حملت به تسعة أشهر ، وأرضعته إحدى وعشرين شهراً . قوله : ( غاية لجملة مقدرة ) أي معطوفة على قوله : { وَوَضَعَتْهُ } أو مستأنفة . قوله : ( أقله ثلاث وثلاثون سنة ) أي لأن هذا الوقت هو الوقت الذي يكمل فيه بدن الإنسان . قوله : ( الخ ) أي وآخرها قوله : { وَإِنِّي مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } . قوله : ( نزل ) أي المذكور من قوله تعالى : { وَوَصَّيْنَا ٱلإِنسَانَ } الخ . وحاصل ذلك : أن أبا بكر صحب النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان عشرة سنة ، والنبي صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة ، في تجارة إلى الشام ، فنزلوا منزلاً فيه سدرة ، فقعد النبي صلى الله عليه وسلم في ظلها ، ومضى أبو بكر إلى راهب هناك ، فسأله عن الدين فقال له الراهب : من الرجل الذي في ظل السدرة ؟ فقال : هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، فقال الراهب : هذا والله نبي ، وما استظل تحتها بعد عيسى أحد إلا هذا ، وهو نبي آخر الزمان ، فوقع في قلب أبي بكر اليقين والتصديق وكان لا يفارق النبي صلى الله عليه وسلم في سفر ولا حضر ، فلما بلغ رسول الله أربعين سنة ، وأكرمه الله تعالى بنبوته ، واختصه برسالته ، آمن به أبو بكر الصديق رضي الله عنه وصدقه ، وهو ابن ثمان وثلاثين سنة ، فلما بلغ أربعين سنة ، دعا ربه عز وجل فقال : { رَبِّ أَوْزِعْنِيۤ } الآية . قوله : ( ثم آمنوا أبواه ) أي أبوه عثمان بن عامر بن عمرو ، وكنيته أبو قحافة ، وأمه أم الخير بنت صخر بن عمرو . قوله : ( وابن عبد الرحمن ) أي واسمه محمد ، وكلهم أدركوا النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يجتمع هذا لأحد من الصحابة غير أبي بكر ، وامرأة أبي بكر اسمها قيلة . قوله : ( ألهمني ) أي رغبني ووفقني . قوله : ( فأعتق تسعة ) أي افتداهم من أيدي الكفار ، وخلصهم من أذاهم ، فهو عتق صوري ، ولم يرد شيئاً من الخير إلا أعانه الله عليه . قوله : { وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِيۤ } أي أجعل الصلاح سارياً فيهم ، وعبر بفي اشارة إلى أنهم كالظرف للصلاح لتمكنه منهم . قوله : ( فكلكم مؤمنون ) أي فالصلاح مقول بالتشكبك ، يتحقق بأصل الإيمان ، ويتزايدون فيه على حسب مراتبهم . قوله : ( أي قائل القول ) أشار بذلك إلى أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب . قوله : { ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ } هو ، و { وَنَتَجَاوَزُ } بالياء مبنياً للمفعول ، أو بالنون مبنياً للفاعل ، قراءتان سبعيتان ، وقرئ شذوذاً بالياء مبنياً للفاعل . قوله : ( بمعنى حسن ) أشار بذلك إلى أن اسم التفضيل ليس على بابه . قوله : ( حال ) أي من ضمير { عَنْهُمْ } . قوله : { وَعْدَ ٱلصِّدْقِ } مصدر منصوب بفعله المقدر ، أي وعد الله وعد الصدق . قوله : { ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ } أي في الدنيا على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم .