Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 35-35)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَٱصْبِرْ } الخ ، هذا تسلية له صلى الله عليه وسلم ، والصبر : تلقي الشدائد بالرضا والتسليم . قوله : { كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلْعَزْمِ } الكاف بمعنى مثل ، صفة لمصدر محذوف ، وما مصدرية ، والتقدير : صبر أولي العزم . قوله : ( فكلهم ذوو عزم ) أي حزم وكمال وثبات وصبر على الشدائد ، قوله : ( وقيل ) هي للتبعيض في كلامه ؛ اشارة لقولين في تفسير أولي العزم ، من جملة من أقوال شتى ، وقيل : هم نجباء الرسل المذكورون في سورة الأنعام ثمانية عشر : إبراهيم واسحاق ويعقوب واليسع ويونس ولوط . وقيل : هما اثنا عشر نبياً ، أرسلوا إلى بني إسرائيل بالشام فعصوهم ، فأوحى الله إلى الأنبياء : إني مرسل عذابي إلى عصاة بني إسرائيل ، فشق ذلك على المرسلين ، فأوحى الله إليهم : اختاروا لأنفسكم ، إن شئتم أنزلت بكم العذاب وأنجيت بني إسرائيل ، وإن شئتم أنجيتم وأنزلت العذاب ببني إسرائيل ، وأنزل العذاب بأولئك الرسل ، وذلك أنه سلط عليهم ملوك الأرض ، فمنهم من نشر بالمناشير ، ومنهم من سلخ جلدة رأٍه ووجهه ، ومنهم من صلب على الخشب حتى مات ، ومنهم من أحرق بالنار . وقيل : أولو العزم أربعة : إبراهيم صبر على فقد نفسه وذبح نفسه وذبح ولده . وموسى صبر على أذى قومه ، ووثق بربه حين قال له قومه : إنا لمدركون ، فقال : كلا إن ربي معي سيهدين . وداود صبر على البكاء من أجل خطيئته ، حتى نبت من دموعه الشجر ؛ فقعد تحت ظله . وعيسى لم يضع لبنة على لبنة وقال : إنها معبرة فاعبروها ولا تعمروها . فكأن الله تعالى يقول لنبيه : كن صادقاً واثقاً بربك ، مهتماً بما سلف منك ، زاهداً في الدنيا ، وقيل : أولو العزم خمسة : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم وهو المعتمد ، لأنهم أصحاب الشرائع . قوله : ( ولم نجد له عزماً ) أي تاماً ، لأن ارادتنا أكله من الشجرة ؛ غلبت ارادته عدم الأكل منها ؛ وإلا فكل نبي صاحب عزم ؛ غير أنهم يتفاوتون فيه على حساب مراتبهم ، قال تعالى : { تِلْكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ } [ البقرة : 253 ] . قوله : { وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ } أي لأجلهم ، والمفعول محذوف قدره المفسر بقوله : ( نزول العذاب ) . قوله : ( قيل كأنه ضجر ) الخ ، المناسب حذف كان كما في عبارة غيره . قوله : ( فإنه نازل بهم ) أي ولو في الآخرة . قوله : { يَوْمَ يَرَوْنَ } ظرف لقوله : { لَمْ يَلْبَثُوۤاْ } الخ . قوله : ( لطوله ) تعليل لقوله : { لَمْ يَلْبَثُوۤاْ } مقدم عليه . قوله : { إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ } أي لأن ما مضى عليهم من الزمان ، كأنهم لم يروه لانقضائه . قوله : ( هذا القرآن ) : { بَلاَغٌ } أشار بذلك إلى أن قوله : { بَلاَغٌ } خبر لمحذوف . قوله : ( تبليغ من الله إليكم ) أي بلغكم إياه فآمنوا به ، أو المعنى موصل من عمل به وآمن إلى الدرجات العلى ، لما ورد : يقال له : اقرأ وارق ويؤنسه في قبره ، وموصل من لم يعمل به إلى الدركات اسلفلى . قوله : { فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْفَاسِقُونَ } أي لا يكون الهلاك والدمار إلا للكافرين ، وأما من مات على الإيمان ولو عاصياً فهو فائز ، ولا يقال له هالك ، وهذه الآية أرجى آية في القرآن ، إذ فيها تطميع في سعة فضل الله ورحمته . - فائدة - نقل القرطبي عن ابن عباس ، أن المرأة إذا تعسر وضعها ، تكتب هاتان الآيتان والكلمتان في صحفة ، ثم تغسل وتسقى منها ، فإنها تلد سريعاً ، وهي : بسم الله الرحمن الرحيم ، لا إله إلا الله العظيم الحليم الكريم ، سبحان الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَٰهَا } [ النازعات : 46 ] { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاَغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْفَاسِقُونَ } .