Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 10-10)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ } الخ ، لما ذكر سبحانه وتعالى أنه أرسله بشيراً ونذيراً ، بين أن متابعته متابعة له ، وطاعته له ، وذلك يشعر بعظيم منزلته وقدره عند ربه ، والبيعة في الأصل العقد الذي يعقده الإنسان على نفسه ، من بذل الطاعة للإمام ، والوفاء بالعهد الذي التزمه له ، والمراد بها هنا ، بيعة الرضوان بالحديبية ، وهي قرية ليست كبيرة ، بينها وبين مكة أقل من مرحلة أو مرحلة ، سميت ببئر هناك ، واختلف فيها ، فقيل من الحرم ، وقيل بعضها من الحل ، يجوز فيها التخفيف والتشديد . قوله : { إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ } اعلم أن في هذا المقام ، استعارة تصريحية تبعية ومكنية وتخييلية ومشاكلة ، فالتبعية في الفعل هو { يُبَايِعُونَ } وذلك لأن المبايعة معناها مبادلة المال بالمال ، فشبه المعاهدة على دفع الأنفس في سبيل الله ، طلباً لمرضاة الله بدفع السلع في نظير الأموال ، واستعير اسم المشبه به للمشبه ، واشتق من البيع { يُبَايِعُونَ } بمعنى يعاهدون على دفع أنفسهم في سبيل الله والمكنية في لفظ الجلالة ، وذلك لأن المتعاهدين إذن كان هناك ثالث ، يضع يده فوق يديهما ليحفظهما ، فشبه اطلاع الله ومجازاته على فعلهم ، بملك وضع يده على يد أميره ورعيته ، وطوى ذكر المشبه به ، ورمز له بشيء من لوازمه ، وهو اليد ، فإثباتها تخييل ، والمشاكلة لذكر الأيدي بعده . قوله : ( هو نحن من يطع الرسول ) الخ ، أي من حيث إنه في المعنى يرجع له ، وفيه إشارة إلى أنه تعالى منزه عن الجوارح . قوله : ( يرجع وبال نقضه ) أشار بذلك إلى أن في الكلام حذف مضافين . قوله : ( بالياء والنون ) أي وهما قراءتان سبعيتان . قوله : { أَجْراً عَظِيماً } أي وهو الجنة ، وهذه الآية وإن كان سبب نزولها بيعة الرضوان ، إلا أن العبرة بعموم اللفظ ، فيشمل مبايعة الإمام على الطاعة والوفاء بالعهد ، ومبايعة الشيخ العارف على محبة الله ورسوله ، والتزام شروطه وآدابه ، ومن هنا استعمل مشايخ الصوفية هذه الآية عند أخذ العهد على المريد .