Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 6-9)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَيُعَذِّبَ ٱلْمُنَافِقِينَ } قدمهم على المشركين ، لأنهم أشد ضرراً من الكفار المتجاهرين ، وذلك لأن المؤمن كان يتوقى المجاهر ، ويخالط المنافق ، لظنه إيمانه . قوله : { ظَنَّ ٱلسَّوْءِ } إما من إضافة الموصوف لصفته على مذهب الكوفيين ، أو أن { ٱلسَّوْءِ } صفة لموصوف محذوف ، أي ظن الأمر السوء فحذف المضاف إليه ، وأقيمت صفته مقامه . قوله : ( بفتح السين وضمها ) أي فالفتح الذم ، والضم العذاب ، والهزيمة والشر . قوله : ( في المواضع الثلاثة ) أي هذين والثالث قوله فيما يأتي { وَظَنَنتُمْ ظَنَّ ٱلسَّوْءِ } [ الفتح : 12 ] وهو سبق قلم ، والصواب أن يقول : في الموضع الثاني ، وأما الأول والثالث فليس فيهما إلا الفتح بإتفاق السبعة . قوله : { عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ } إما إخبار عن وقوعه بهم وأدعاء عليهم ، كأن الله يقول : سلوني بقلوبكم { عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ } والدائرة عبارة عن الخط المحيط بالمركز ، ثم استعملت في الحادثة المحيطة بمن وقعت عليه ، والجامع الإحاطة في كل . قوله : { وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ } عطف على قوله : { عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ } . قوله : { وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } الخ ، ذكر هذه الآية أولاً في معرض الخلق والتدبير ، فذيلها بقوله : { عَلِيماً حَكِيماً } [ الفتح : 4 ] وذكرها ثانياً في معرض الانتقام فذيلها بقوله : { عَزِيزاً حَكِيماً } فلا تكرار . قوله : ( أي لم يزل ) الخ ، أشار بذلك إلى أن { كَانَ } في أوصاف الله معناها الاستمرار . قوله : { إِنَّآ أَرْسَلْنَٰكَ } الخ ، امتنان منه تعالى عليه السلام حيث شرفه بالرسالة ، وبعثه إلى كافة الخلق ، شاهداً على أعمال أمته . قوله : { شَٰهِداً } ( على أمتك ) أي بالطاعة والعصيان . قوله : { لِّتُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ } متعلق بـ { أَرْسَلْنَٰكَ } . قوله : ( بالياء والتاء ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( وقرئ ) أي شذوذاً . قوله : ( وضميرهما لله ) الخ ، أي فهما احتمالان ، أي فإذا أردت الجري على وتيرة واحدة ، جعلتها كأنها عائدة على الله تعالى ، وأما قوله : { وَتُسَبِّحُوهُ } فهو عائد على الله قولاً واحداً ، ويؤخذ من هذه الآية ، أن من اقتصر على تعظيم الله وحده ، أو على تعظيم الرسول وحده ، فليس بمؤمن ، بل المؤمن من جمع بين تعظيم الله تعالى ، وتعظيم رسوله ، ولكن التعظيم في كل بحبسه ، فتعظيم الله تنزيهه عن صفات الحوادث ، ووصفه بالكمالات ، وتعظيم رسوله اعتقاد أنه رسول الله حقاً وصدقاً لكافة الخلق ، بشيراً ونذيراً ، إلى غير ذلك من أوصافه السنية وشمائله المرضية .