Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 49, Ayat: 14-18)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ } أي فلا تقولوا آمنا ، وقوله : { وَلَـٰكِن قُولُوۤاْ أَسْلَمْنَا } أي فحصل منكم الإسلام ظاهراً ، ففي الآية احتباك ، حذف من كل نظير ما أثبت في الآخر . قوله : ( إلى الآن ) أخذه من لما ، لأن نفيها مختص بالحال ، وقوله : ( لكنه يتوقع منكم ) أشار إلى أن منفي لما متوقع الحصول ، ففيه بشارة لهم بأنهم سيؤمنون وقد حصل ، وبهذا اندفع ما قد يتوهم من أن هذه الجملة مكررة مع قوله : { لَّمْ تُؤْمِنُواْ } وإيضاح الجواب أن هذه الجملة أفادت معنى زائداً ، وهو نفي الإيمان مع توقع حصوله ، بخلاف الأولى فإنها أفادت نفيه فقط ، قوله : ( بالهمز ) أي من ألت من بابي ضرب ونصر . قوله : ( وتركه ) أي من لات يليت كباع يبيع ، فحذفت منه عين الكلمة وهي الياء ، وقيل : هو من ولت يلت ، كوعد يعد ، فحذفت منه فاء الكلمة وهي الواو قوله : ( وبإبداله ألفاً ) أي فالقراءات ثلاث سبعيات . قوله : { إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ } مبتدأ خبره قوله : { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } . قوله : { ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ } أتى بثم إشارة إلى أن نفي الريب لم يكن وقت حصول الإيمان ، بل هو حاصل فيما يستقبل فكأنه قال : ثم داموا على ذلك . قوله : { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي طاعته . قوله : ( فجاهدهم يظهر صدق إيمانهم ) أي أن الجهاد في سبيل الله ، دل على أنهم صادقون في الإيمان وليسوا منافقين ، وهو جواب عن سؤال وهو أن العمل ليس من الإيمان ، فكيف ذكر أنه منه في هذه الآية ؟ وإيضاح الجواب عنه : أن المراد من الآية الإيمان الكامل . قوله : { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصَّادِقُونَ } فيه تعريض بكذب الأعراب في ادعائهم الإيمان ، فلما نزلت هاتان الآيتان ، أتت الأعراب رسول الله يحلفون أنهم مؤمنون صادقون ، وعلم الله منهم غير ذلك ، فأنزل الله { قُلْ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ } الخ . قوله : ( مضعف علم بمعنى شعر ) أي وهو بهذا المعنى متعد لواحد فقط ، وبواسطة التضعيف يتعدى لاثنين ، أولهما بنفسه ، والثاني بحرف الجر . قوله : { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } الخ ، الجملة حالية . قوله : { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ } أي يعطون إسلامهم منه عليك . قوله : ( من غير قتال ) أي لك ولأصحابك . قوله : ( ويقدر ) أي الخافض الذي هو الباء . والحاصل أنه مقدر في ثلاثة مواضع : الأول منها قوله : { أَنْ أَسْلَمُواْ } . الثاني قوله : { قُل لاَّ تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ } . الثالث قوله : { أَنْ هَداكُمْ } فموضعان فيهما { أَنْ } وموضع خال عنها . قوله : { أَنْ هَداكُمْ لِلإِيمَانِ } أي على حسب زعمكم ، كأنه قال : إن إيمانكم على فرض حصوله منه من الله عليكم . قوله : { إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ } شرط حذف جوابه لدلالة ما قبله عليه . قوله : { إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي فلا يخفى عليه شيء فيهما . قوله : بالياء ) أي نظراً لقوله : { يَمُنُّونَ } وما بعده ، وقوله : ( والتاء ) أي نظراً لقوله : { لاَّ تَمُنُّواْ } وهما قراءتان سبعيتان .