Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 101-102)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { عَنْ أَشْيَآءَ } أصله شيآء على وزن فعلاء كحمراء استثقلت العرب النطق في كلمة يكثر استعمالها بألف همزتين ، خصوصاً قبل الهمزة الأولى ياء فقلبوها قلباً مكانياً ، فقدموا الهمزة الأولى التي هي لام الكلمة قبل الشين فصار وزنه لفعاء ، وهو ممنوع من الصرف لألف التأنيث الممدودة . قوله : ( لما فيه المشقة ) علة لقوله : { تَسُؤْكُمْ } والمشقة إما لحصول التكليف بها ، أو لحصول الإساءة والفضيحة بها ففي الحديث : " إن الله أحل لكم أشياء وحرم أشياء وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها " . قوله : { وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا } إن حرف شرط ، وتسألوا فعل الشرط ، وعنها متعلق بتسألوا ، والضمير عائد على الأشياء المتقدمة ، وقوله : { حِينَ يُنَزَّلُ ٱلْقُرْآنُ } ظرف متعلق بتسألوا ، وقوله : { تُبْدَ لَكُمْ } جواب الشرط . قوله : ( المعنى إذا سألتم الخ ) حاصل ما أفاده المفسر أن هنا جملتين شرطيتين ونهي ، فالأصل تأخير النهي عن الجملتين ، وتأخير الجملة الأولى عن الثانية ، وإنما قدم النهي ونتيجته وهي الإساءة اعتناء بزجر عباده ، وهذا التقديم والتأخير باعتبار المعنى ، وإلا قالوا ولا تقتضي ترتيباً ولا تعقيباً . قوله : ( إذا سألتم عن أشياء ) هو معنى الجملة الثانية ، وقوله : ( متى أبداها ساءتكم ) هو معنى الجملة الأولى ، وقوله : ( فلا تسألوا عنها ) هو معنى النهي ، وما ذكره المفسر أحد احتمالات في الآية وهو أحسنها ، قوله : { عَفَا ٱللَّهُ عَنْهَا } أي لم يؤاخذكم بذلك . قوله : ( عن مسألتكم ) أي عن جوابها ، والمعنى لم يجبكم بالتشديد مع استحقاقكم إياه بالسؤال عما لا يعينكم ، فضلاً منه ولطفاً بكم . قوله : ( فلا تعودوا ) أي لمثل هذه الأسئلة . قوله : { وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ } في معنى العلة لقوله : { عَفَا ٱللَّهُ عَنْهَا } أي عفا عنها ، لأنه غفور يستر الذنوب ويمحوها ، حليم لا يعجل بالعقوبة على من عصاه . قوله : ( قد سألها ) هذا امتنان من الله تعالى على هذه الأمة ، حيث لم يشدد عليهم كما شدد على من قبلهم ، رحمة منه وزجراً لهم عن وقوع مثل ذلك منهم . قوله : ( أي الأشياء ) أي نوع من الأشياء وهو ما فيه الإساءة ، كسؤال قوم صالح أن يأتي لهم من الجبل بناقة ، وكسؤال قوم عيسى المائدة ، وكسؤال قوم موسى رؤية الله جهرة ، فأجاب سؤالهم بالتشديد عليهم في التكاليف فخالفوا فحل بهم ما حل من العذاب ، وإنما قال هنا قد سألها ولم يقل عنها إشارة إلى أن السؤال كما يتعدى بالحرف يتعدى بنفسه . قوله : ( بيان أحكامها ) أي أحكام الأشياء التي سألوها مع التشديد عليهم . قوله : ( بتركهم العمل ) أشار بذلك إلى أن الكفار إنما هو بترك العمل لا بنفس تلك الأشياء ، فالكلام على حذف مضاف .