Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 98-100)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } ( لأعدائه ) أي الذين بطروا نعمته ، وسماهم أعداء لمخالفتهم أمره ، فكل من خالفه فهو كالعدو له ، والمعنى يعامله معاملة العدو . قوله : ( لأوليائه ) أي أحبابه الذين يشكرون نعمه ، وإنما قدم شديد العقاب لأنه تقدم ذكر النعم ، فحذر من الاغترار بها والطغيان فيها ، لأن الفقر مع الشكر خير من الغنى والبطر . قوله : { مَّا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ } هو بالرفع فاعل لفعل محذوف ، أو مبتدأ خبره الجار والمجرور قبله ، والمعنى ليس على الرسول إلا تبليغ أمر دينكم لا جزاؤكم . قوله : ( الإبلاغ ) أشار بذلك إلى أنه استعمل مصدر المجرد موضع المزيد في الآية لمزيد البلاغة ، أن زيادة البنية تدل على زيادة المعنى ، ففيه الإشارة إلى أنه بلغ البلاغ الكامل . قوله : ( فيجازيكم به ) أي إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر ، قوله : { وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ ٱلْخَبِيثِ } معطوف على محذوف تقديره فلا يستويان ، لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ، والمقصود من ذلك أمره صلى الله عليه وسلم أن يخاطب بذلك أمته ، فليس الخطاب له ، لأنه قد زهد الحلال ، فضلاً عن كونه يعجبه كثرة الحرام . قوله : { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } ( في تركه ) أي ولا تتعرضوا لأخذ الحرام ، فإنه يورث غضب الله ، ولا لأخذ الشبهات أيضاً ، فإنها تورث قسوة القلب . قوله : ( تفوزون ) أي تظفرون برضا الله ، فإن العز كل العز للمتقي . قوله : ( ونزل لما أكثروا سؤاله ) أي عن أمور لو أجابهم عنها لشق عليهم ، وعن أمور لو أجابهم بها لساءتهم . فالأول كسؤالهم عن الحج ، هل هو واجب في العمر مرة أو كل عام مرة ؟ والثاني كسؤال رجل عن أبيه بعد موته أي هو ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنه في النار .