Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 106-106)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يِآ أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } لما بين سبحانه ما يتعلق بمصالح الدين شرع يبين ما يتعلق بمصالح الدنيا ، إشارة إلى أن الإنسان ينبغي له أن يضبط مصالح دينه ودنياه لأنه مكلف بحفظهما . قوله : { شَهَادَةُ } مبتدأ ، وبينكم مضاف إليه ، إذا ظرف بشهادة ، وحضر فعل ماض ، واحكم مفعول مقدم ، والموت فاعل مؤخر ، وحين بدل من الظرف قبله ، وقوله اثنان خبره . إن قلت : إن الذات لا يخبر بها عن المعنى ولا عكسه . أجيب : بأن الكلام على حذف مضاف ، أما في الأول تقديره ذوا شهادة أحدكم اثنان أو في الثاني تقديره شهادة اثنين ، وقوله ذوا عدل صفة لاثنان ، والعدل هو الذكر البالغ غير مرتكب كبيرة ولا صغيرة خسة وغير مصر على صغيرة غيرها . قوله : ( خبر بمعنى الأمر ) أي فهي جملة خبري لفظاً إنشائية معنى . قوله : ( أي ليشهد ) بضم الياء من أشهد الرباعي ، وتلك الشهادة يحتمل أن تكون حقيقية ، واشتراط العدالة ظاهرة ، ويحتمل أن المراد بالشهادة الوصية ، أي كونه عدلاً في الوصية ، بأن يحسن التصرف فيما ولي عليه ، وأما كونهما اثنين فشرط كمال ، ولكون سبب النزول كذلك كما سيأتي . قوله : ( على الاتساع ) أي التسمح والتجوز ، وكان حقها أن تضاف إلى الأموال ، وإنما أضيفت إلى البين لأن الشهادة على الأموال تمنع فساد البين . قوله : ( بدل من إذا ) أي فكل منهما ظرف لشهادة ، وقوله : ( أو ظرف لحضر ) أي فقوله إذا ظرف لشهادة ، أي فعلى هذا تغاير متعلق الظرفين . قوله : { أَوْ آخَرَانِ } معطوف على اثنان ، أي فإن لم يجد العدلين لكون رفقته في السفر كفاراً كما هو سبب النزول فليشهد أو يوص آخرين ، وحاصله لأجل اتضاح المعنى ، أن بزيلا السهمي مولى عمرو بن العاص وقيل بديل بالدال ، وعدي بن بداء ، وتميماً الداري ، سافروا من المدينة إلى الشام بتجارة ، فحضرت بزيلا السهمي الوفاة وكان مسلماً ، وعدي وتميم نصرانيان ، فكتب متاعه في وثيقة ، ومن جملة ما كتب في الوثيقة : جام من الفضة قدره ثلثمائة مثقال مخوص بالذهب ، وأمرهما أن يسلما متاعه لورثته فوجدوا فيه صحيفة مكتوباً فيها جميع المتاع ، ومن جملته جام من فضة ، ففتشوا عليه فلم يجدوه ، فجاؤوهما فقالوا لهما صاحبنا قد تمرض وأنفق على نفسه ، قالا ل ، قالوا : فهل باع من متاعه شيئاً ، قالا : لا قالوا : فأين الجام ؟ قالا : لا علم لنا به ، فارتفع أقارب بزيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبروه بالواقعة ، فأحضر عدياً وتميماً فسألهما عنه فقالا : لا علم لنا به ، فنزلت الآية ، فأحضرهما بعد صلاة العصر عند المنبر وحلفهما ، ثم بعد ذلك ظهر الجام ، قيل بمكة مع رجل وقيل بيدهما ، فأخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ، فنزلت الآيتان الأخيرتان ، فأحضر رسول الله عمر بن العاص والمطلب بن أبي وداعة وحلفهما ، فحلفا لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا ، فأعطي الجام لهما . قوله : { إِنْ أَنتُمْ } شرط في المعطوف ، وقوله أنتم فاعل بفعل محذوف يفسره قوله : { ضَرَبْتُمْ } فجملة ضربتم لا محل لها من الإعراب ، لأنها مفسرة للمحذوف ، وقوله : { فَأَصَابَتْكُم } معطوف على ضربتم . قوله : ( صفة آخران ) أي وجملة الشرط ، وجوابه معترضة بين الصفة والموصوف . قوله : ( أي صلاة العصر ) أي فأل للعهد لأن وقت العصر معظم في جميع الملل ، وإنما كان معظماَ لأنه وقت نزول ملائكة الليل وصعود ملائكة النهار . قوله : { إِنِ ٱرْتَبْتُمْ } شرط في تحليفهما . قوله : ( ويقولان ) { لاَ نَشْتَرِي } الخ ، بيان لكيفية يمينهما . قوله : ( بأن نحلف به أو نشهد الخ ) أشار بذلك إلى قولين : قيل قالوا لا علم لنا به ، وقيل قالوا أوصى به لغيركم وأعطيناه له ، وسياق الآية في يمينهما يشهد للثاني . قوله : ( كاذباً ) المناسب كذباً . قوله : { } معطوف على لا نشتري . قوله : ( بأن وجد عندهما ) أي وقيل عند رجل مكي باعاه له بألف درهم كما سيأتي . قوله : ( وادعيا أنهما ابتاعاه الخ ) إشارة لوجهين في دعواهما ، وسيأتي الثالث في قوله ودفعه إلى شخص زعما أن الميت أوصى له به .