Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 108-109)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَن يَأْتُواْ } المقام للتثنية ، وكذا قوله : { أَوْ يَخَافُوۤاْ } أيضاً وإنما جمع لأن المراد ما يعم الشاهدين المذكورين وغيرهما ، وإنما ردت اليمين على الوارث ، مع أن حقها أن تكون من الوصي لا غير ، لأنه مدعى عليهما ، إما لظهور خيانتهما فبطل تصديقهما باليمين ، أو لتغير الدعوى أي انقلابها لأنه صار المدعى عليه مدعياً حيث ادعى الملك . قوله : ( فلا يكذبوا ) أي فلا يأتوا باليمين كاذبة ، والمعنى أنه إنما شرع الله رد اليمين على الورثة في مثل هذه الواقعة ، ليتحفظ الشاهد أو الوصي من اليمين الكاذبة أو يبنى على حصول الفضيحة . قوله : ( إلى سبيل الخير ) متعلق بيهدي ، وفي بعض النسخ إلى سبيل الشر ، فيكون متعلقاً بالخارجين . - تنبيه - ما كتبناه في تفسير تلك الآيات الثلاث هو جهل المقل ، وإلا فلم يزل العلماء يستشكرونها ، إعراباً وتفسيراً وأحكاماً ، وقالوا إنها من أصعب آي القرآن وأشكله . قوله : ( اذكر ) قدره المفسر إشارة إلى أن يوم ظرف متعلق بمحذوف . قوله : { يَوْمَ يَجْمَعُ ٱللَّهُ ٱلرُّسُلَ } أي الثلثمائة وثلاثة عشر أو أربعة عشر ، أو خمسة ، والحق أنه لا يعلم عدتهم إلا الله تعالى . قوله : { فَيَقُولُ } مقتضى الآية أنه يجمعهم في سؤال واحد ، ولكن يرى كل واحد منهم أنه المسؤول لا غيره ، وترى كل أمة أن رسولها هو المسؤول ، ولا مانع من ذلك ، فإن الله يحول بين المرء وقلبه . قوله : ( توبيخاً لقومهم ) دفع بذلك ما يقال : كيف يسأل الله الرسل مع أنه العالم بالحقيقة ؟ فأجاب : بأن حكمة السؤال توبيخ الأمم على ما وقع منهم من الكفر والعصيان ، وليس المقصود أن الله يعلم شيئاً لم يكن عالماً به من قبل ، تنزه الله عن ذلك ، يوضح هذا الجواب قوله تعالى : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ } [ النساء : 41 ] إلى أن قال : { يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ ٱلرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ ٱلأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثاً } [ النساء : 42 ] . قوله : ( أي الذي ) أشار بذلك إلى أن ما اسم استفهام مبتدأ ، وذا اسم موصول خبر ، وأجبتم صلته ، والعائد محذوف قدره المفسر بقوله به ، قال ابن مالك : @ وَمِثْل مَاذَا بَعْد مَا اسْتِفْهَام أَوْ مَنْ إذَا لَمْ تُلْغَ فِي الكَلاَمِ @@ قوله : ( بذلك ) أي بما أجبنا به . قوله : { إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ } علة لما قبله ، أي فعلمنا في جانب علمك كل شيء ، لأنك تعلم ما غاب عنا وما ظهر ، وأما علمنا فهو قاصر على بعض ما ظهر ، قوله : ( وذهب عنهم علمه الخ ) جواب عما يقال كيف يقولون لا علم لنا مع أنهم عالمون بذلك ، فيلزم عليه الإخبار بخلاف الواقع . فأجاب : بأن في ذلك الوقت يتجلى الله بالجلال على كل أحد حتى ينسى الرسل العصمة والمغفرة ، وتذهل كل مرضعة عما أرضعت ، وأما قوله تعالى { لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ } [ الأنبياء : 103 ] أي انتهاء ، وأما في ابتداء الموقف فلشدة الهول يكونون جثياً على الركب يقولون رب سلم سلم ثم يحصل لهم ذهول ونسيان لما أجيبوا به ، فإذا آمنوا وسكن روعهم شهدوا على أممهم فلا منافاة ، وأجيب أيضاً : بأن معنى قولهم : { لاَ عِلْمَ لَنَآ } تفويض الحكم والعلم لله تعالى ، كأنهم يقولون : أنت الحكم العدل وهم عبيدك فلا علاقة لنا بهم ، وأجيب أيضاً : بأن المراد نفي العلم الحقيقي ، إذ هو لا يكون إلا لله تعالى ، لأنه المطلع على السرائر والظواهر ، وأما نحن فإنما نعلم منهم ما ظهر ، وما ذكره المفسر من أن الأنبياء يحصل لهم الفزع ابتداء حتى يذهلوا عن جواب أممهم لهم ثم يسكنون أحد الطريقين ، والطريق الثانية وعليها المحققون أن الرسل حينئذ نفسي نفسي لا أملك غيرها ، فلا يقتضي حصول الفزع ، وإنما معنى ذلك أنه يقول ليست الشفاعة العظمى لي وإنما هي لغيري ، فلا أملك إلا نفسي ، ولم يجعل الله لي الشفاعة العامة ، وذهاب الأمم للرسل وردهم إياهم إنما هو إظهار لفضله صلى الله عليه وسلم وذلك هو المقام المحمود ، فالأحسن الجواب الثاني أو الثالث . قوله : ( اذكره ) قدره إشارة إلى أن ظرف متعلق بمحذوف وليس متعلقاً بما قبله ، لأن هذه قصة مستقلة .