Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 110-111)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ } يا حرف نداء ، وعيسى منادى مبني على ضم مقدر على الألف منع من ظهوره التعذر في محل نصب ، وابن نعت له باعتبار المحل . قوله : { ٱذْكُرْ نِعْمَتِي } المقصود من ذلك توبيخ الكفرة حيث فرطوا في حقه وأفرطوا ، وليس المراد تكليفه بالشكر في ذلك اليوم لانقطاع التكليف بالموت . قوله : ( قويتك ) { بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ } أي فكان يسير معه حيث سار ، يعينه على الحوادث التي تقع ويلهمه العلوم والمعارف . قوله : { فِي ٱلْمَهْدِ } تقدم أن المهد فراش الصبي ، ولكن المراد منه الطفولية ، فتكلم بقوله { إِنِّي عَبْدُ ٱللَّهِ } [ مريم : 30 ] إلى آخر ما في سورة مريم . قوله : { وَكَهْلاً } إنما ذكر ذلك إشارة إلى أن كلامه على نسق واحد في ذكاء العقل وغزارة العلم . قوله : ( كما سبق في آل عمران ) الذي سبق له فيها أنه رفع وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة وهو سن الكهولة ، لأن من الثلاثين للأربعين هو سن الكهولة ، فقول الله تعالى : { وَكَهْلاً } صادق بكلامه قبل الرفع وبعده ، فلا يصح قوله هنا لأنه رفع قبل الكهولة ، ولكن الذي تقدم لنا أنه بعث على رأس الأربعين كغيره ، ومكث ثمانين بعد البعثة ، ورع وهو ابن مائة وعشرين سنة ، فإذا نزل عاش أربعين ، فيكون مدة عمره مائة وستين سنة ، فيكون معنى قوله : { فِي ٱلْمَهْدِ وَكَهْلاً } صغيراً أو كبيراً ، فعلى هذا ليس في الآية دليل على نزوله ، وإنما نزوله مأخوذ من غير هذا المحل . قوله : { ٱلْكِتَابَ } أي الكتابة ، وقوله : { وَٱلْحِكْمَةَ } أي العلم النافع ، وقوله : { وَٱلتَّوْرَاةَ } أي كتاب موسى { وَٱلإِنْجِيلَ } كتابه هو ، وهو ناسخ لبعض ما في التوراة ، وهو مكلف بالعمل بما في التوراة ، ما عدا نسخه الإنجيل منها ، فيكون العمل بما في الإنجيل . قوله : { كَهَيْئَةِ ٱلطَّيْرِ } تقدم أنه الخفاش . قوله : { ٱلأَكْمَهَ } هو من خلق من غير بصر . قوله : { وَإِذْ تُخْرِجُ ٱلْمَوتَىٰ } تقدم أنه أحيا سام بن نوح ورجلين وامرأة قيل وجارية ، فيكون جميع من أحياهم خمسة . قوله : ( حين هموا ) أي اليهود بقتلك ، فرفعتك إلى السماء ، وألقيت شبهك على صاحبهم فقتلوه . قوله : ( الذي جئت به ) أي ويحتمل أن اسم الإشارة عائد على عيسى مبالغة على حد زيد عدل . قوله : ( أمرتهم على لسانه ) دفع بذلك ما يقال إلا الإيحاء لا يكون إلا للرسل ، والحواريون ليسوا رسلاً ، فأجاب بأن المراد بالوحي الأمر على لسان عيسى ، وأجاب غيره بأن المراد بالوحي الإلهام على حد وأوحينا إلى أم موسى . قوله : { أَنْ آمِنُواْ } أن تفسيرية بمعنى أي لأنه تقدمها جملة فيها معنى القول دون حروفه .