Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 11-11)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يَا أَيُّهَآ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } سبب نزولها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج هو وأصحابه لعسفان في غزوة ذي أنمار ، وهي غزوة ذات الرقاع ، قاموا إلى الظهر جميعاً ، فلما صلوا ندم المشركون على عدم المكر بهم في الصلاة ، فقالوا إن لهم ببعدها صلاة هي أحب إليهم من آبائهم وأبنائهم ، يعنون بها صلاة العصر ، وهموا أن يقعوا بهم إذا قاموا إليها ، فرد الله كيدهم بنزول آية صلاة الخوف ، وقيل ما " روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بني قريظة ، ومعه أبو بكر وعمر وعلي ، يستقرض منهم دية مسلمين قتلهما عمرو بن أمية الضمري خطأ بحسبهما مشركين ، فقالوا : يا أبا القاسم اجلس حتى نطعمك ونعطيك ما سألت ، فأجلسوه في صفة وهموا بالفتك به ، وعمد عرم بن جحاش إلى رحى عظيمة يطرحها عليه ، فأمسك الله تعالى يده ونزل جبريل عليه وأخبره ، فخرج هو وأصحابه ونقض عهدهم حينئذٍ ، وأقام الحرب عليهم ، وقيل هو ما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل منزلاً ، وتفرق أصحابه في الشجر يستظلون به ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة وعلق سيفه بها ونام ، فجاء أعرابي فأخذ السيف من الشجرة وسله ، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فوجده في يده ، فقال له الأعرابي : يا محمد من يمنعك مني ؟ فقال : الله ، فسقط السيف من يده ، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال له : " من يمنعك مني " ؟ فقال : لا أحد ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله " ، والأحسن أن يراد بقوله : { إِذْ هَمَّ قَوْمٌ } ما هو أعم فيشمل هذه الوقائع وغيرها كواقعة السم . قوله : { أَن يَبْسُطُواْ } الخ ، يقال بسط إليه يده إذا بطش به ، وبسط إليه لسانه إذا شتمه ، والمراد مدوا إليكم أيديهم بالقتل . قوله : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } أي دوموا على امتثال أوامره واجتناب نواهيه . قوله : { أَن يَبْسُطُواْ } أي لا على غيره ، فلا يعتمد الإنسان على سبب ولا غيره ، بل يثق بالله ويفوض أمره إليه .