Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 20-22)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَ } ( اذكر ) { إِذْ قَالَ مُوسَىٰ } أشار بذلك إلى أن إّ ظرف لمحذوف ، قدره المفسر بقوله اذكر ، والمقصود من ذلك توبيخ اليهود الذين في زونه صلى الله عليه وسلم وتسليته على عدم إيمانهم به وبيان نقضهم العهد تفصيلاً ، والمعنى تسل ولا تحزن من عدم إيمانهم بك ومن تكذيبك ، فإنهم كذبوا من يدعون أنه نبيهم إلى الآن . قوله : و { ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ } أي تذكّروها واشكروا عليها . قوله : { إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَآءَ } أي بكثرة ولم تكن في غيركم . قوله : { وَجَعَلَكُمْ مُّلُوكاً } أي يبسط الدنيا لكم ، وذلك بعد إغراق فرعون ، قوله : ( خدم ) جمع خادم ، وهو صادق بالذكر والأنثى ، وقوله : ( وحشم ) هم الخدم لكن منم الرجال ، ورد أن أول من ملك الخدم بنو إسرائيل ، وكان يقال عندهم من كانت عنده دابة وجارية وزوجة فهو ملك ، وقيل الملك من اتسعت داره وكان فيها النهر يجري ، وقيل جعلكم ملوكاً أي أحراراً بعد استرقاق فرعون لكم . قوله : { مِّن ٱلْعَٱلَمِينَ } أي مطلقاً ، لأن فلق البحر والمن والسلوى لم يكن لأحد غيرهم ، ولا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا حاجة هنا للتأويل بعالمي زمانهم . قوله : ( من المن والسلوى ) بيان لما . إن قلت : إن هذه المقالة وقعت حين أخذ الميثاق عليهم في قتال الجبارين ، فلا يظهر قول المفسر من المن والسلوى ، لأنه لم ينزل عليهم إلا في التيه ، وذلك بعد توجههم من مصر لقتال الجبارين ، فحينئذٍ كان المناسب للمفسر أن يقول من النبوة والملك وفلق البحر ، وقد يجاب : بأنه لا مانع من ذكر هذه الكلمة في التيه أيضاً . قوله : { يَٰقَوْمِ } الجمهور على كسر الميم من غير ياء ، وقرئ بضم الميم إجراء له مجرى المفرد ، وبالباء مفتوحة لأنه منادى مضاف لياء المتكلم ، قال ابن مالك : @ واجْعَلْ مُنَادِي صَحّ أَنْ يَضِف ليَا كَعَبْدَ عَبْدِي عَبْدَ عَبْداً عَبْديا @@ قوله : ( المطهرة ) إنما سميت مطهرة لسكنى الأنبياء المطهرين فيها ، فشرفت وطهرت بهم ، فالظرف طاب بالمظروف ، إن قلت : إن الجبارين كانوا فيها وهم غير مطهرين أجيب : بأن الخير يغلب الشر ، والنور يغلب الظلمة . قوله : ( أمركم بدخولها ) دفع بذلك ما يقال : كيف الجمع بين الكتابة التي تفيد تحتم الدخول ، وبين قوله قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة ، فأجاب : بأن المراد بالكتب الأمر بالدخول ، وأجيب أيضاً بأن قوله التي كتب الله لكم أي قدرها في اللوح المحفوظ ، إن لم تقع منكم مخافة ، وقد وقعت فحرمت عليهم أربعين سنة ، فهو قضاء معلق . قوله : { وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ } أي ترجعوا إلى مصر ، فإنهم لما سمعوا بأخبار الجبارين ، قالوا تجعل لنا رئيساً ينصرف بنا إلى مصر ، وصاروا يبكون ويقولون ليتنا متنا بمصر . قوله : { فَتَنْقَلِبُوا خَٰسِرِينَ } أي لأن الفرار من الزحف من الكبائر .