Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 31-32)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قَالَ يَاوَيْلَتَا } كلمة تحسر ، والألف بدل من ياء المتكلم ، أي هذا أوانك فاحضري . قوله : { أَعَجَزْتُ } تعجب من عدم اهتدائه إلى ما اهتدى إليه الغراب . قوله : { فَأَصْبَحَ } أي صار من النادمين على حمله ، أي أو على عدم اهتدائه للدفن أولاً ، فلا يقال إن الندم توبة ، فيقتضي أنه تاب فلا يخلد في النار . قوله : ( الذي فعله قابيل ) أي من الفساد . قوله : { كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } إنما خصهم بالذكر ، وإن كان القصاص في كل ملة ، لأن اليهود مع علمهم بهذه المبالغة العظيمة ، أقدموا على قتل الأنبياء والأولياء ، وذلك يدل على قسوة قلوبهم . قوله : { وَمَنْ أَحْيَاهَا } أي تسبب في بقائها ، إما بنهي قاتلها عن قتلها ، أو بإطعامها وحفظها من الأسباب المهلكة . قوله : ( أي من حيث انتهاك حرمتها ) أي النفوس المقتولة ، ولذا ورد في الحديث : " من سنّ سنة حسن فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة " فقابل عليه وزر كل من وقع منه القتل من بني آدم لتسببه في ذلك ، فإنه أول من وقع منه القتل . قوله : ( ونزل ) وجه المناسبة بينها وبين قصة ابني آدم ظاهرة ، لأن قابيل قتل وأفسد في الأرض هو وذريته . قوله : ( في العرنيين ) جمع عرني نسبة لعرينة قبيلة من العرب ، كجهني نسبة لجهينة ، وكانوا ثمانية رجال قدموا المدينة وأظهروا الإسلام وكانوا مرضى ، فاشتكوا له صلى الله عليه وسلم من مرضهم ، فأمرهم أن يخرجوا إلى إبل الصدقة ، وكانت خمسة عشر ترعى في الجبل مع عتيق للمصطفى يقال له يسار النوبي ، فلما صحوا قتلوا الراعي واستاقوا الإبل وارتدوا عن الإسلام ، فقد وقع منهم المحاربة والقتل والسرقة والارتداد ، فبلغ رسول الله خبرهم ، فأرسل خلفهم نحو عشرين فارساً ، فأتوا بهم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ، وسمر أعينهم أي كحلهم بالنار ، وتركهم بالحرة يعضون الحجارة ويستقون فلم يسقهم أحد . إن قلت : تسمير الأعين وموتهم بالجوع والعطش مثلة ورسول الله نهى عنها . أجيب بأجوبة منها : أنهوا فعلوا بالراعي كذلك ، ومنها أن ذلك خصوصية له صلى الله عليه وسلم فيهم ، ومنها أن ذلك كان جائزاً ثم نسخ . قوله : ( ويشربوا من أبوالها ) أخذ مالك من ذلك طهارة فضله مأكول اللحم . قوله : ( بمحاربة المسلمين ) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف تقديره يحاربون أولياء الله وأولياء رسوله وهم المسلمون ، وأفاد به أن هذا الأمر مستمر إلى يوم القيامة .