Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 41-43)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ } أل للعهد الحضوري ، أي الرسول الحاضر وقت نزول القرآن وهو محمد صلى الله عليه وسلم ، ولم يخاطب بيا أيها الرسول إلا في موضعين هذا وما يأتي في هذه السورة . قوله : { لاَ يَحْزُنكَ } قرأ نافع بضم الياء وكسر الزاي ، والباقون بفتح الياء وضم الزاي ، والمقصود نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الحزن الناشئ عن مسارعتهم إلى الكفر ، رفقاً وتسلية له . قوله : ( إذا وجدوا فرصة ) أي زمناً يتمكنون فيه من الظفر بمطلوبهم ، فالكفر حاصل منهم على كل حال ، غير أنهم إذا وجدوا زمناً أو مكاناً يتمكنون فيه من إظهار فعلوا قال تعالى : { قَدْ بَدَتِ ٱلْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ } [ آل عمران : 118 ] قوله : { مِنَ } ( للبيان ) أي لقوله : { ٱلَّذِينَ يُسَارِعُونَ } على حد : { فَٱجْتَنِبُواْ ٱلرِّجْسَ مِنَ ٱلأَوْثَانِ } [ الحج : 30 ] . قوله : ( متعلق بقالوا ) أي لا بآمنا ، والمعنى أن إيمانهم لم يجاوز أفواههم ، وقوله : { وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ } الجملة حالية . قوله : ( وهم المنافقون ) أي ويسمون الآن زنادقة . قوله : { وَمِنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ } يحتمل أنه معطوف على { مِنَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ آمَنَّا } فيكون بياناً للذين يسارعون في الكفر أيضاً وهو الأقرب ، وعليه فقوله : { سَمَّاعُونَ } حال من الذين { هَادُواْ } ويحتمل أنه خبر مقدم ، وقوله : { سَمَّاعُونَ } صفة لموصوف محذوف هو المبتدأ المؤخر ، فيكون كلاماً مستأنفاً ، وقد مشى عليه المفسر ، وعلى كل فقوله : { لَهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ } الخ راجع للفريقين . قوله : { سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ } أي من أحبارهم ، وسبب نزولها " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة ، وقع بينه وبين قريظة صلح ، فصاروا يترددون عليه ، وبينه وبين يهود خيبر حرب ، فاتفق أنه زنى منهم محصنان شريف بشريفة ، فأفتوهم الأحبار بأنهما يجلدان مائة سوط ، ويسودان بالفحم ، ويركبان على حمار مقلوبين ، ثم إنهم بعثوا قريظة للنبي صلى الله عليه وسلم يسألونه عن ذلك ، وقالوا لهم : إن قال لكم مثل ذلك فهو صادق ، وقوله حجة لنا عند ربنا ، وإلا فهو كذاب . فأتوه فأخبرهم بأنهما يرجمان ، وفي التوراة كذلك ، فقالوا إن أحبارنا أخبرونا بأنهما يجلدان ، فقال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم اجعل بينك وبينهم ابن صوريا ووصفه له ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل تعرفون شاباً أبيض أعور يقال له ابن صوريا ؟ قالوا : نعم هو أعلم يهودي على وجه الأرض بما في التوراة ، قال : فأرسلوا إليه فأحضروه ، ففعلوا فأتاهم ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أنت ابن صوريا ؟ قال : نعم ، قال : وأنت أعلم اليهود ؟ قال : كذلك يزعمون ، قال النبي : أترضون به حكماً ؟ قالوا : نعم ، قال النبي : أنشدك الله الذي لا إله إلا هو الذي فلق البحر وأنجاكم وأغرق آل فرعون ؛ هل تجدون في كتابكم الرجم على من أحصن ؟ قال : نعم والذي ذكرتني به لولا خشيت أن تحرقني التوراة إن كذبت أو غيّرت ما اعترفت ، فوثب عليه سفلة اليهود ، فقال : أنا خفت إن كذبت ينزل علينا العذاب ، ثم سأل النبي عن أشياء كان يعرفها من أعلامه ، فأجابه عنها فأسلم ، وأمر النبي بالزانيين فرجما عند باب المسجد . هكذا ذكر شيخنا الشيخ الجمل عن أبي السعود ولم نرها فيه ، ولكن تقدم لنا أن ابن صوريا أتى بالتوراة وقرأ ما قبل آية الرجم وما بعدها ووضع يده عليها ولم يقرأها ، فنبهه عليها عبد الله بن سلام فافتضح هو وأصحابه " ، فلعلهما روايتان في إسلامه وعدمه . قوله : ( أي يبدلونه ) أي بأن يضعوا مكانه غيره . قوله : { يَقُولُونَ } أي يهود خيبر ، وقوله : ( لمن أرسلوهم ) أي وهم يقظة ، قوله : ( الحكم المحرف ) أي في الواقع وليس المراد أنهم يقولون لهم ذلك ، بل التحريف واقع من الأحبار سراً . قوله : { فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } فيه رد على المعتزلة القائلين بأن العبد يخلق أفعال نفسه . قوله : ( ذل بالفضيحة ) أي للمنافقين بظهور نفاقهم بين المسلمين ، وقوله : ( والجزية ) أي لليهود . قوله : { سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ } خبر لمحذوف قدره المفسر بقوله هم وكرره تأكيداً . قوله : ( بضم الحاء وسكونها ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، وسمي سحتاً لأنه يسحت البركة أي يمحقها ويذهبها . قوله : ( كالرشا ) أي والربا . قوله : { أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ } أي بأن تردهم لأهل دينهم . قوله : ( منسوخ الخ ) وليس في هذه السورة منسوخ إلا هذا ، وقوله : { وَلاۤ آمِّينَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ } [ المائدة : 2 ] . قوله : ( وهو أصح قولي الشافعي ) أي ومقابله التخيير باق وليس بمنسوخ ، وهو مشهور مذهب مالك . قوله : ( مع مسلم ) أي بأن كانت الدعوى بين مسلم وكافر . قوله : ( وجب إجماعاً ) أي بإجماع الأئمة . قوله : { فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئاً } أي لأن الله عاصمك وحافظك من الناس . قوله : { وَعِنْدَهُمُ } خبر مقدم ، و { ٱلتَّوْرَاةُ } مبتدأ مؤخر ، والجملة حال من الواو في { يُحَكِّمُونَكَ } . قوله : ( استفهام تعجيب ) أي إيقاع للمخاطب في العجب . قوله : ( بل ما هو أهون عليهم ) أي وهو الجلد . قوله : { وَمَآ أُوْلَـٰئِكَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ } أي لا بكتابهم لإعراضهم عنه وتحريفه ، ولا بك لعدم الانقياد لك في أحكامك .