Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 1-6)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَٱلطُّورِ } الخ . أقسم الله سبحانه وتعالى بخمسة أقسام تعظيماً للمقسم عليه ، وهو قوله : { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ } [ الطور : 7 ] وتعظيماً به أيضاً ، فإن تلك الأشياء الخمسة عظيمة ، والواو في كل إما للقسم أو للعطف ، فيما عد الأول . قوله : ( أي الجبل الذي كلم الله عليه موسى ) أي والمراد به طور سيناء ، وهو أحد جبال الجنة ، وأقسم الله به تشريفاً له وتكريماً . قوله : { وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ } أي متفق الكتابة بسطور مصفوفة في حروف مرتبة جامعة لكلمات متفقة ، قوله : { فِي رَقٍّ مَّنْشُورٍ } الرق الجلد الرقيق الذي يكتب فيه ، وقيل : ما يكتب فيه جلداً كان أو غيره ، وهو بفتح الراء في قراءة العامة ، وقرئ شذوذاً بكسرها ، ومعنى المنشور المبسوط ، أي أنه غير مطوي وغير محجور عليه . قوله : ( أي التوراة أو القرآن ) هذان قولان من جملة أقوال كثيرة في تفسير الكتاب المسطور ، وقيل : هو صحائف الأعمال ، قال تعالى : { وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً } [ الإسراء : 13 ] وقيل : سائر الكتب المنزلّة على الأنبياء ، وقيل غير ذلك : قوله : ( هو في السماء الثالثة ) وقيل هو في الأولى ، وقيل هو في الرابعة ، وقيل هو تحت العرش فوق السابعة ، وقيل هو الكعبة نفسها ، وعمارتها بالحجاج والزائرين لها ، لما ورد : أن الله يعمره كل سنة بستمائة ألف ، فإن عجز الناس عن ذلك ، أتمه الله بالملائكة . قوله : ( بحيال الكعبة ) أي مقابلاً لها بإزائها على كل قول . قوله : ( يزوره ) الخ ، بيان لتسميته معموراً . قوله : ( أي السماء ) أي لأنها كالسقف للأرض ، وقيل هو العرش ، وهو سقف الجنة . قوله : { وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ } أي وهو البحر المحيط ، ومعنى المسجور : الممتلئ ماء ، وقيل البحر المسجور هو الممتلئ ناراً ، لما ورد : أن الله تعالى يجعل البحار كلها يوم القيامة ناراً فيزاد بها في نار جهنم ، وقيل هو بحر تحت العرش عمقه كما بين سبع سماوات إلى سبع أرضين ، فيه ماء غليظ يقال له بحر الحيوان ، يمطر العباد بعد النفخة الأولى منه أربعين صباحاً ، فينبتون من قبورهم .