Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 52, Ayat: 7-15)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : ( معمول لواقع ) أي والجملة المنفية معترضة بين العامل ومعموله . قوله : ( تتحرك وتدور ) أي كدوران الرحى ، وتذهب ويدخل بعضها في بعض ، وتختلف أجزاؤها ، وتتكفأ بأهلها تكفؤ السفينة . قوله : ( تصير هباءً منثوراً ) ليس تفسيراً لتسير كما توهمه عبارته ، بل معناه أنها تنتقل عن مكانها ، وتطير في الهواء ، ثم تقع على الأرض متفتتة كالرمل ، ثم تصير كالعهن ، أي الصوف المندوف ، ثم تطيرها الرياح فتصير هباءً منثوراً ، والحكمة في مور السماء وسير الجبال ، الإعلام بأنه لا رجوع ولا عود إلى الدنيا ، وذلك لأن الأرض والسماء ومابينهما ، إنما خلقت لعمارة الدنيا ، وانتفاع بني آدم ذلك ، فلما لم يبق لهم عود إليها ، أزالها الله لخراب الدنيا وعمارة الآخرة ، فيحصل للمؤمنين مزيد السرور وطمأنينته ، وللكافرين غاية الحزن والكرب . قوله : { فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ } أي يوم تمور السماء موراً ، وتسير الجبال سيراً ، وهو يوم القيامة . قوله : { فِي خَوْضٍ } هو في الأصل الدخول في كل شيء ، ثم غلب على الدخول في الباطل ، فلذا فسره به . قوله : { يُدَعُّونَ } العامة على فتح الدال وتشديد العين من دعّه ، دفعه في صدره بعنف وشدة ، وقرئ شذوذاً بسكون الدال وتخفيف العين المفتوحة من الدعاء ، أن يقال لهم : هلموا فادخلوا النار . قوله : ( يدفعون بعنف ) أي وذلك بأن تغل أيديهم إلى أعناقهم ، وتجمع نواصيهم إلى أقدامهم ، فيدفعون إلى النار . قوله : ( كما كنتم تقولون في الوحي ) أي القرآن الجاثي بالعذاب . قوله : { أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ } يصح أن تكون { أَمْ } متصلة معادلة للهمزة . والمعنى : هل في أمرنا سحر ؟ أم هل في بصركم خلل ؟ والاستفهام إنكاري وتهكم ، أي ليس واحد منهما ثابتاً ، ويصح أن تكون { أَمْ } منقطعة تفسر ببل والهمزة ، والمعنى : أبل أنتم عمي من العذاب المخبر ، كما كنتم عمياً عن الخبر .