Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 39-49)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : ( ولشبه هذا الرغم ) الخ ، أشار بذلك إلى وجه المناسبة بين الآيتين ، ووجه الشبه بين الزعمين ، أن كلاً منهما فاسد ، وإن كان الزعم الأول فرضياً ، والثاني تحقيقياً لوقوعه منهم . قوله : ( أي بزعمكم ) أي دعواكم واعتقادكم . قوله : { وَلَكُمُ ٱلْبَنُونَ } أي لتكونوا أقوى منه ، فإذا كذبتم رسله ، تكونون آمنين لقوتكم بالبنين ، وزعمكم ضعفه بالبنات . قوله : ( تعالى الله عما زعموه ) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري . قوله : { مُّثْقَلُونَ } أي متعبون ومغتمون ، لأن العادة من غرم شخصاً ما ، لا يكون المأخوذ منه كارهاً للآخذ ومغتماً منه . قوله : { أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ } جواب لقولهم : { نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ ٱلْمَنُونِ } [ الطور : 30 ] والمعنى أعندهم علم الغيب بأن الرسول يموت قبلهم ؟ فهم يكتبون ذلك . قوله : { أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً } أي مكراً وتحيلاً في هلاكك . قوله : ( في دار الندوة ) إن قلت : السورة مكية ، والاجتماع بدار الندوة كان ليلة الهجرة ، فالتقييد بها مشكل ، فالأوضح حذف قوله في دار الندوة ، لأن إرادة الكيد حاصلة منهم من يوم بعثته صلى الله عليه وسلم . قوله : { فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أوقع الظاهر موقع المضمر ، تشنيعاً وتقبيحاً عليهم بصفة الكفر . قوله : ( ثم أهلكهم ببدر ) أي أهلك رؤساءهم وهم سبعون . قوله : { سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ } أي تنزه الله عما ينسبونه له من الشركة في الألوهية . قوله : ( والاستفهام بأم ) أي المقدرة ببل والهمزة أو بالهمزة وحدها ، وقوله : ( في مواضعها ) وهي خمسة عشر . قوله : ( للتقبيح والتوبيخ ) أي والإنكار . قوله : { وَإِن يَرَوْاْ كِسْفاً } أي على فرض حصوله ، فإنه لم يحصل لقوله تعالى : { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ } [ الأنفال : 33 ] والمعنى : لو عذبناهم بسقوط قطع من السماء عليهم ، لم ينتهوا ولم يرجعوا ، ويقولون في هذا النازل عناداً واستهزاءً وإغاظة لمحمد إنه سحاب مركوم . قوله : ( فأسقط علينا كسفاً ) هذه الآية إنما وردت في قوم شعيب ، كما ذكر في سورة الشعراء ، فكان الأولى للمفسر أن يستدل بما نزل في قريش في سورة الإسراء وهو قوله : { أَوْ تُسْقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً } [ الإسراء : 92 ] . قوله : { فَذَرْهُمْ } جواب شرط مقدر ، والمعنى : إذا بلغوا في العناد إلى هذا الحد ، وتبيّن أنهم لا يرجعون عن الكفر ، فدعهم ولا تلفت لهم . قوله : { يُصْعَقُونَ } هكذا ببنائه للفاعل والمفعول ، قراءتان سبعيتان . قوله : ( ويموتون ) أي بانقضاء آجالهم في بدر أو غيرها ، هذا هو الأحسن . قوله : ( من العذاب في الآخرة ) المراد به العذاب الذي يأتي بعد الموت . قوله : { دُونَ ذَلِكَ } أي قبل العذاب الذي يأتيهم بعد الموت ، وذلك صادق كما قال المفسر : بالجوع والقحط والقتل يوم بدر . قوله : { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } أي لتزيين الشيطان له ما هم عليه ، والمراد بالأكثر من سبق في علم الله شقاؤه . قوله : ( بمرأى منا ) أي فأطلقت الأعين وأريد لازمها ، وهو إبصار الشيء والإحاطة به علماً وقرباً ، فيلزم منه مزيد منه مزيد الحفظ للمرئي الذي هو المراد ، وعبر هنا بالجمع لمناسبة نون العظمة ، بخلاف ما ذكر في سورة طه في قوله : { وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِيۤ } [ طه : 39 ] . قوله : ( من منامك ) أي فقد ورد عن عائشة قالت : " كان إذا قام أي استيقظ من منامه ، كبر عشراً ، وحمد الله عشراً ، وسبّح عشراً ، وهلّل عشراً ، واستغفر عشراً ، وقال : اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني ، وكان يتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة " وفي رواية " كان صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من منامه قرأ العشر الآيات من آخر آل عمران " . قوله : ( أو من مجلسك ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من جلس مجلساً فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم . سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك ، كان كفارة لما بينهما " وفي رواية : " كان كفارة له " . قوله : ( أي عقب غروبها ) المراد بغروبها ذهاب ضوئها لغلبة ضوء الصبح عليه ، وإن كانت باقية في السماء وذلك بطلوع الفجر . قوله : ( أو صلّ في الأول ) أي الليل ، فهذا راجع لقوله : { وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ ٱلنُّجُومِ } وأما { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ } فالمراد به حقيقة التسبيح على كل حال . قوله : ( وفي الثاني الفجر ) أي الركعتين اللتين هما سنة الصبح ، وقوله : ( وقيل الصبح ) أي فريضة صلاة الصبح .