Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 32-38)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلاَمُهُمْ } جمع حلم ، يطلق على الأناة وعلى العقل ، وهو المراد هنا . قوله : ( أي قولهم له ساحر كاهن شاعر مجنون ) أي وهذا تناقض ، فإن شأن الكاهن أن يكون ذا فطنة ورأي ، وشأن الشاعر والساحر كذلك ، ونسبتهم الجنون له بعد ذلك مناقضة . قوله : ( أي لا تأمرهم ) أشار بذلك إلى أن الاستفهام المستفاد من { أَمْ } إنكاري ، وفيه توبيخ إيضاً . قوله : { أَمْ } ( بل ) { هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ } المناسب للمفسر أن يقدر { أَمْ } ببل والهمزة ، ليوافق قوله فيما يأتي ، والاستفهام بأم في مواضعها الخ ، والمعنى : لا ينبغي منهم هذا الطغيان . قوله : ( لم يختلقه ) أشار به إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي . قوله : { فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ } جواب شرط مقدر قدره المفسر بقوله : ( فإن قالوا اختلقه ) والأمر للتعجيز . ( ولا يعقل مخلوق بدون خالق ) راجع لقوله : { خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ } وقوله : ( ولا معدوم يخلق ) راجع لقوله : { أَمْ هُمُ ٱلْخَالِقُونَ } والمعنى : أنهم لو كانوا هم الخالقين لأنفسهم ، وأنفسهم كانت معدومة أولاً ، لزم أن يكونوا في حالة العدم ، وجدوا أنفسهم أو أخرجوها من العدم ، فيكون المعدوم خالقاً ، وهذا لا يعقل . قوله : ( وإلا لآمنوا بنبيه ) أي فحيث لم يترتب على إيقافهم بالله ، إقبال على توحيد وتصديق نبيه ، جعل إيقانهم كالعدم ، وفيه تسلية له صلى الله عليه وسلم . قوله : { أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ } لم يبين أن الاستفهام إنكاري ، مع أنه كذلك . والمعنى : ليس عندهم خزائن ربك ، والمراد بخزائنه مقدوراته ، شبهت بها لأن خزائنه الملوك بيت مهيؤ لجمع أنواع مختلفة من الذخائر التي يحتاج إليها . قوله : { أَمْ هُمُ ٱلْمُصَيْطِرُونَ } اعلم أنه لم يأت على وزن مفيعل إلا خمسة ألفاظ ، أربعة صفة اسم فاعل : مهيمن ومبيقر ومبيطر ومسيطر ، وواحد اسم جبل وهو محيمر . قوله : ( المتسلطون ) أي الغالبون على الأشياء ، يدبرونها كيف شاؤوا . قوله : ( ومثله بيطر ) أي عالج الدواب ومنه البيطار ، وقوله : ( وبيقر ) أي أفسد وأهلك ، فالحاصل أن معنى المهيمن الرقيب والمبيقر المفسد ، والمسيطر المتسلط الجبار ، والمبيطر المعالج للدواب . قوله : ( أي عليه كلام الملائكة ) أشار بذلك إلى أن مفعول { يَسْتَمِعُونَ } محذوف ، وفي بمعنى على . قوله : ( بزعمهم ) متعلق بقوله : { يَسْتَمِعُونَ فِيهِ } . قوله : ( إن ادعوا ذلك ) أي الاستماع من الملائكة ، والمعنى : إن فرض أنهم ادعوه فليأت مستمعهم الخ .