Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 18-20)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لَقَدْ رَأَىٰ } اللام في جواب قسم محذوف . قوله : { ٱلْكُبْرَىٰ } أفاد المفسر أن من للتبعيض ، وهو مفعول لرأى ، والكبرى صفة لآيات ، ووصفه بوصف المؤنثة الواحدة لجوازه وحسنه مراعاة الفاصلة ، وفسر الكبرى بالعظام ، إشارة إلى أنه ليس المعنى على التفضيل لعدم حصر تلك الآيات ، ووصف العظم مقول بالتشكيك فيها ، فيذهب السامع فيها كل مذهب فتدبر . قوله : ( رفرفاً ) قيل : هو في الأصل ما تدلى على الأسرة من غالي الثياب ومن أعالي الفسطاط ، روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغ سدرة المنتهى ، جاءه الرفرق فتناوله من جبريل وطار به إلى العرش ، حتى وقف بين يدي ربه ، ثم لما حان الانصراف تناوله فطار به ، حتى أداه إلى جبريل صلوات الله عليهما ، وجبريل يبكي ويرفع صوته بالتحميد ، فالرفرف خادم من الخدم بين يدي الله تعالى ، له خواص الأمور في محل الدنو والقرب ، كما أن البراق دابة يركبها الأنبياء ، مخصوصة بذلك في الأرض . قوله : { أَفَرَأَيْتُمُ } استفهام إنكاري ، قصد به توبيخ المشركين على عبادتهم الأوثان ، بعد بيان تلك البراهين القاطعة الدالة على انفراده تعالى بالألوهية والعظمة ، وأن ما سواه تعالى ، وإن جعلت مرتبته وعظم مقامه ، حقير في جانب جلال الله عز وجل . قوله : { ٱللاَّتَ } اسم صنم كان في جوف الكعبة ، وقيل : كان لثقيف بالطائف ، وقيل : اسم رجل كان يلت السويق ويطعمه الحاج ، وكان يجلس عند حجر ، فلما مات سمي الحجر باسمه ، وعبد من دون الله ، وآل في اللات زائدة زيادة لازمة كما قال ابن مالك : وقد تزاد لازماً كاللات . وتاؤه قيل : أصلية وعليه فأصله ليت ، وقيل : زائدة وعليه فأصله لوى يلوي ، كأنهم كانوا يلوون أعناقهم إليها ، ويلتوون أي يعتكفون عليها ، ويترتب على القولين الوقف عليها ، فبعض القراء يقف عليها الهاء على القول بزيادتها ، وبعضهم بالتاء على القول بعدم زيادتها . قوله : { وَٱلْعُزَّىٰ } تأنيث الأعز كالفضل والأفضل وهو اسم صنم ، وقيل شجرة سمر لغطفان كانوا يعبدونها ، فبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد فقطعها . قوله : { وَمَنَاةَ } إما بالهمزة بعد الألف أو بالأف وحدها ، قراءتان سبعيتان ، إما مشتقة من النوء وهو المطر ، لأنهم كانوا يستمطرون عندها الأنواء ، أو من منى يمني أي صب ، لأن دماء النسك كانت تصب عندها . قوله : ( اللتين قبلها ) أي إما صفة بالنظر للفظ ، أو بالنظر للرتبة ، والمعنى أن رتبتها عندهم منحطة عن اللتين قبلها . قوله : ( صفة ذم للثالثة ) أي لأنها بمعنى المتأخرة الوضيعة المقدار . قوله : ( وهي أصنام من حجارة ) أي أن الثلاثة أصنام من حجارة ، كانت في جوف الكعبة ، وقيل اللات لتثقيف بالطائف ، والعزى شجرة لغطفان ، ومناة صخرة كانت لهذيل وخزاعة أو لثقيف ، وقل : إن اللات أخذه المشركون من لفظ الله ، والعزى من العزيز ، ومناة من منى الله الشيء قدره . قوله : ( والثاني محذوف ) أي وهو جملة استفهامية استفهاماً إنكارياً ذكرها بقوله : ( ألهذه الأصنام ) الخ ، والمعنى أفرأيتموها قادرة على شيء . قوله : ( ولما زعموا أيضاً ) كما زعموا ، أن الأصنام الثلاثة تشفع لهم عند الله تعالى .