Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 46-55)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ } أي فليس ما وقع لهم في الدنيا تمام عقوبتهم ، بل هو مقدماته . قوله : { وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ } أفعل تفضيل من الداهية ، وهي الأمر الفظيع الذي لا يهتدى إلى الخلاص منه ، والإظهار في مقام الإضمار للتهويل . قوله : ( نار مسعرة ) أي شديدة . قوله : { يَوْمَ يُسْحَبُونَ } ظرف لقول محذوف تقديره ويقال لهم ، أو ظرف لسعر . قوله : ( إصابة جهنم ) أشار بذلك إلى أن المس مجاز ، أطلق وأريد منه الإصابة ، و { سَقَرَ } علم لجهنم ، مشتقة من سقرته الشمس أو النار لوحته أي غيرته . قوله : ( منصوب بفعل ) الخ ، هذه قراءة العامة وهي أرجح ، لأن الرفع يوهم عقيدة فاسدة على جعل كل مبتدأ ، و { خَلَقْنَاهُ } صفة لشيء و { بِقَدَرٍ } خبره ، لأنه يكون مفهومه أن هناك شيئاً ليس مخلوقاً لله وليس بقدر ، ومع أن مختار أهل السنة ، كل شيء مخلوق لله تعالى . والمعنى : كل شيء خلقناه بقضاء حكم ، وتدبيره محكم وقوة بالغة ، واختلف في تعريف القدر ، فقالت الأشاعرة هو إيجاد الله الأشياء ، على طبق ما سبق في علمه وإرادته ، وعليه فهو صفة فعل وهي حادثة ، وقالت الماتريدية : هو تحديده تعالى كل مخلوق أزلاً ، بحده الذي يوجد به من حسن وقبح وغير ذلك ، فهو تعلق العلم والإرادة ، وعليه فهو قديم ، والقضاء عند الأشاعرة ، إرادة الله المعلقة بالأشياء أزلاً فهو قديم ، وعند الماتريدية : هو الفعل مع زيادة أحكام فهو حادث ، وقيل هما شيء واحد ، وهو إيجاد الله الأشياء على طبق تعلق العلم والقدرة ، واقتصر على القدر ، إما لأن بينهما تلازماً ، أو لترادفهما ، وفي هذه الآية رد على القدرية القائلين : بأن العبد يخلق أفعال نفسه الاختيارية ، والقائلين بأن الله لا يعلم الأشياء إلا بعد وقوعها ، تعالى الله عن قولهم ، وهذه الفرقة قد انقرضت قبل زمن الإمام الشافعي . قوله : ( وقرئ ) أي شذوذاً . قوله : ( خبره خلقناه ) أي وقوله : { بِقَدَرٍ } إما خبر ثان ، أو حال من ضمير الخبر . قوله : { وَمَآ أَمْرُنَآ } أي شأننا في إيجاد شيء أو إعدامه . قوله : { إِلاَّ } ( أمره ) { وَاحِدَةٌ } أي مرة من الأمر ، وفي الحقيقة ليس هناك قول ولا أمر ، وإنما هو كناية عن سرعة الإيجاد . قوله : { كَلَمْحٍ بِٱلْبَصَرِ } حال من متعلق الأمر ، والمعنى : حال كونه يوجد سريعاً بالمرة من الأمر ولا يتراخى عنها ، واللمح النظر بسرعة ، فكما أن لمح أحدكم ببصره لا كلفة عليه فيه ، فكذلك الأفعال كلها عند الله . قوله : ( وهي كن ) بيان للأمرة الواحدة ، وقوله : ( إنما أمره ) الخ ، دليل لهذه الآية . قوله : ( أشباهكم في الكفر ) أي الذين يشبهونكم فيه . قوله : { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } أي بما وقع لهم ، فيرتدع وينزجر . قوله : { فِي ٱلزُّبُرِ } جمع زبور وهو الكتاب . قوله : ( أريد به الجنس ) أي لمناسبة جمع الجنات ، وأفرد موافقة لرؤوس الآي . قوله : ( وقرئ ) أي شذوذاً . قوله : { فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ } من إضافة الموصوف لصفته . قوله : ( وقرئ مقاعد ) أي شذوذاً . قوله : ( يبدل البعض ) أي لأن المقعد بعض الجنات ، وقوله : ( وغيره ) أي وهو بدل الاشتمال لأن الجنات مشتملة على المقعد . قوله : { عِندَ مَلِيكٍ } خبر ثان إن جعل في مقعد صدق بدلاً ، أو ثالث إن جعل خبراً ثانياً . قوله : ( وعند إشارة للرتبة ) أي فهي عندية مكانية ، وقوله : ( والقربة ) أي التقرب ، فهما متحدان .