Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 60-71)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { هَلْ جَزَآءُ ٱلإِحْسَانِ إِلاَّ ٱلإِحْسَانُ } اعلم أن { هَلْ } ترد لأربعة أوجه : تكون بمعنى قد كقوله تعالى : { هَلْ أَتَىٰ عَلَى ٱلإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ ٱلدَّهْرِ } [ الإنسان : 1 ] وبمعنى الاستفهام كقوله : { فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً } [ الأعراف : 44 ] وبمعنى الأمر كقوله : { فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ } [ المائدة : 91 ] وبمعنى النفي كقوله : { فَهَلْ عَلَى ٱلرُّسُلِ إِلاَّ ٱلْبَلاغُ ٱلْمُبِينُ } [ النحل : 35 ] وكما هنا في هنا للنفي ، والمعنى : لا جزاء الإحسان إي الطاعات وترك المعاصي إلا الإحسان أي ثواب الجزيل . قوله : { وَمِن دُونِهِمَا } قيل معناه أدنى منهما ، وأصحاب هاتين الجنتين أهل اليمين ، وهم دون الخائفين مقام ربهم في المنزلة ، وهذا على حد ما يأتي في سورة الواقعة ، أن أهل اليمين أقل من السابقين ، وقيل الجنات الأربع لمن خاف ومقام ربه ، ومعنى قوله : { وَمِن دُونِهِمَا } أقرب وأدنى منهما للعرش ، ويؤيده ما ورد أن الأولين من ذهب وفضة ، والآخريين من ياقوت ، وتقدم أن الأولين جنة عدن وجنة النعيم ، وهاتان جنة الفردوس وجنة المأوى ، وهو ما مشى عليه المفسر . قوله : { مُدْهَآمَّتَانِ } من الدهمة وهي السواد . قوله : ( من شدة خضرتهما ) أي لكثرة بساتينهما . قوله : ( فوارتان ) أي وليستا كالجارتين ، لأن النضخ دون الجري ، وهذا بناء على أن هاتين أقل من الأوليين ، وأما على القول بأنهما أعلى منهما ، فمعنى نضاختان كما قال ابن عباس وابن مسعود ، أنهما ينضخان على أولياء الله ، بالمسك والعنبر والكافور في دار أهل الجنة ، كما ينضخ رش المطر ، أو أن المراد فوارتان مع الجري ، ولا شك أنهما أعلى من الجارتين فقط . قوله : ( هما منها ) أي من الفاكهة وهو ظاهر ، وقوله : ( وقيل من غيرها ) أي وذلك لأن النخل كان عامة قوتهم ، والرمان كالشراب ، فكان يكثر غرسهما عندهم لحاجتهم إليهما ، وكانت الفواكة عندهم الثمار التي يعجبون بها ، روي أن نخل الجنة جذوعها زمرد أخضر ، وكرمها ذهب أحمر ، وسعفها كسوة لأهل الجنة منها حللهم ، وثمارها هنا القلال أو الدلاء ، أشد بياضاً من اللبن ، وأحلى من العسل ، وألين من الزبد ، ليس لها عجم ، روي أن الرمانة من رمان الجنة كجلد البعير المقتب ، وروي أن نخل أهل الجنة نضيد ، وثمرها كالقلال ، كلما نزعت منها واحدة ، عادت مكانها أخرى ، العنقود منها اثنا عشر ذراعاً . قوله : ( أي الجنتين وما فيهما ) الخ ، جواب عما يقال : كيف جمع الضمير مع أنه راجع للمثنى . قوله : { خَيْرَاتٌ حِسَانٌ } إما جمع خيرة بوزن فعله بفتح الفاء وسكون العين ، أو جمع خيره مخفف خيرة بالتشديد ،