Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 52-59)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : ( وفي الدنيا ) أي ما هو فاكهة في الدنيا ، فلا تشتمل الفاكهة على هذا مثل الحنظل ، قوله : ( أو ما يتفكه به ) أي في الآخرة ، ولو كان في الدنيا غير فاكهة كالحنظل ، وقوله : ( والمر منها ) الخ ، مبني على القول الثاني . قوله : { مُتَّكِئِينَ } أي مضطجعين أو متربعين ، فالتوكؤ الاضطجاع أو التربع ، لما في الحديث : " أما أنا فلا آكل متكئاً " أي جالساً جلوس المتربع ، ونحو من الهيئات التي تستدعي كثرة الأكل ، فالتوكؤ في الدنيا مذموم ، وفي الآخرة غير مذموم لارتفاع التكليف . قوله : ( أي يتنعمون ) الضمير عائد على من في قوله : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } [ الرحمن : 46 ] . قوله : { بَطَآئِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ } هذه الجملة صفة لفرش . قوله : ( من السندس ) أي وهو ما رق من الديباج . قوله : { وَجَنَى ٱلْجَنَّتَيْنِ دَانٍ } { جَنَى } مبتدأ بمعنى مجني خبره { دَانٍ } وأصله دانوا كغاز وقاض . قوله : ( يناله القائم ) الخ ، قال ابن عباس : تدنو الشجرة حتى يجتنبها ولي الله ، إن شاء قاعدا ، وإن شاء قائماً ، وإن شاء مضطجعاً ، وقال الرازي : جنة الآخرة مخالفة لجنة الدنيا من ثلاثة أوجه : أحدها أن الثمرة على رؤوس الشجر ، في الدنيا بعيدة عن الإنسان المتكئ ، وفي الجنة يتكئ والثمرة تتدلى إليه ، وثانيها أن الإنسان في الدنيا يسعى إلى الثمرة ويتحرك إليها ، وفي الآخرة تدنو منه وتدور عليه ، وثالثها أن الإنسان في الدنيا ، إذا قرب من ثمرة شجرة بعد عن غيرها ، وثمار الجنة كلها تدنو إليه في وقت واحد ومكان واحد . قوله : ( في الجنتين ) الخ ، جواب عن سؤال مقدر حاصله : كيف أتى بضمير الجمع ، مع أن المرجع مثنى ؟ قوله : { قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ } أي محبوسات على أزواجهن ، لا يبغين بغيرهم بدلاً ، لما روي أنها تقول لزوجها : وعزة ربي ما أرى في الجنة أحسن منك ، فالحمد لله الذي جعلك زوجي ، وجعلني زوجتك . قوله : { لَمْ يَطْمِثْهُنَّ } الطمث الجماع المؤدي إلى خروج دم البكر ، ثم أطلق على كل جماع ، والمعنى : لم يصبهن بالجماع قبل أزواجهن أحد . قوله : ( من الحور ) أي فيكن قسمين : إنسيات للإنس ، وجنيات للجن . قوله : ( أو من نساء الدنيا المنشآت ) أي المخلوقات من غير واسطة ولادة ، قوله : { إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ } أي أن كل واحد من أفراد النوعين ، يجد زوجاته في الجنة اللاتي كن في الدنيا إبكاراً ، وإن كن في الدنيا ثيبات لم يمسها غيره . قوله : { كَأَنَّهُنَّ ٱلْيَاقُوتُ } هذه الجملة نعت لقاصرات أو حال منه . قوله : ( صفاء ) أي فالتشبيه بالياقوت من حيث الصفاء لا من حيث الحمرة ، وفلا يقال مقتضاه أن لون أهل الجنة البياض المشرب بالحمرة . قوله : ( أي اللؤلؤ بياضاً ) أي فالمرجان يطلق على الأحمر والأبيض ، والمراد به هنا الأبيض ، روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن المرأة من نساء أهل الجنة ، يرى بياض ساقها من وراء سعبين حلة حتى يرى مخها " .