Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 56, Ayat: 4-12)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِذَا رُجَّتِ ٱلأَرْضُ } إما بدل من { إِذَا } الأولى ، وعليه مشى المفسر ، أو تأكيد لها أو شرط وعاملها مقدر . قوله : ( حركت حركة شديدة ) أي فترتج كما يرتج الصبي في المهد حتى يتهدم ما عليها ، ويتكسر كل شيء عليها من الجبال وغيرها ، والرجة الاضطراب . قوله : ( منتشراً ) أي متفرقاً بنفسه من غير حاجة إلى هواء يفرقه ، فهو كالذي يرعى شعاع الشمس إذا دخل من كوة . قوله : { وَكُنتُمْ } الخطاب لجميع الخلق المكلفين ، والمعنى : قسمتم باعتبار طبائعكم وأخلاقكم في الدنيا أصنافاً ثلاثة . قوله : { فَأَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ } شروع في ذكر أحوال الأزواج الثلاثة على سبيل الإجمال ، وسيأتي تفصيلهم بعد ذلك . قوله : ( مبتدأ خبره ) { مَآ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ } الخ ، فأصحاب الأول مبتدأ ، و { مَآ } استفهامية مبتدأ ثان ، وما بعده خبره ، والجملة خبر الأول وتكرير المبتدأ بلفظه معن عن الرابط . قوله : ( تعظيم لشأنهم ) أي أن في هذا الاستفهام تعظيم شأنهم كأنه قيل : فأصحاب الميمنة في غاية حسن الحال ، وأصحاب المشأمة في نهاية سوء الحال . قوله : ( بأن يؤتى كتابه بشماله ) ما ذكره المفسر في الفريقين أحد أقوال ، وقيل : أهل الميمنة هم الذين يؤخذ بهم ذات اليمين إلى الجنة ، وأهل المشأمة الذين يؤخذ بهم ذات الشمال إلى النار ، وقيل : أصحاب الميمنة أصحاب المنزلة السنية ، وأصحاب المشأمة أصحاب المنزلة الدنية . قوله : { وَٱلسَّابِقُونَ } الخ ، أخرهم مع كونهم أعلى الأقسام الثلاثة ، لئلا يعجبوا بأعمالهم ، وقدم أهل اليمين ، لئلا يقنطوا من رحمة الله . قوله : ( وهم الأنبياء ) هذا أحد أقوال في تفسير السابقين ، وقيل : هم الذين سبقوا إلى الإيمان والطاعة عند ظهور الحق ، وقيل : هم المسارعون إلى الخيرات ، وقيل : هم الذين سبقوا في حيازة الفضائل . قوله : { أُوْلَـٰئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ } أي الذين قربت درجاتهم وأعليت مراتبهم ، واصطفاهم الله لرؤيته في الجنة بكرة وعشياً ، فحيث تسابقوا لخدمته وطاعته ، فكان جزاؤهم من الله القرب والاصطفاء ، زيادة على كونهم في الجنة . قوله : { فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ } خبر ثان أو حال من الضمير في { ٱلْمُقَرَّبُونَ } .