Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 56, Ayat: 62-74)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُولَىٰ } أي الترابية لأبيكم آدم ، واللحمية لأمكم حواء ، والنطفية لكم ، ولا شك أن كلاً منها تحويل من شيء إلى غيره . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية أيضا . قوله : ( تثيرون الأرض ) الخ ، إنما فسر الحرث بمجموع الأمرين مراعاة لمعناه اللغوي ، ولأن الشأن أن البذر يكون معه إثارة أرض ، والمناسب هنا تفسيره بالبذر ، والمعنى : أفرأيتم البذر الذي تلقونه في الطين أأنتم تنبتونه الخ . قوله : ( نباتاً يابساً لا حب فيه ) أي وقيل هشيماً لا ينتفع به في مطعم آدمي ولا غيره . قوله : { تَفَكَّهُونَ } هو في الأصل من التفكه ، وهو إلقاء الفاكهة من اليد ، وهو لا يكون من الشخص إلا عند إصابة الأمر المكروه ، فقول : ( تعجبون ) أي من غرابة ما نزل بكم تفسير باللازم . قوله : ( وتقولون ) { إِنَّا لَمُغْرَمُونَ } أشار بذلك إلى أن قوله : { إِنَّا لَمُغْرَمُونَ } مقول لقول محذوف حال تقديره { فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ } قائلين { إِنَّا لَمُغْرَمُونَ } أي لملزمون غرامة ما أنفقنا ، أو مهلكون بسبب هلاك رزقنا . قوله : { مِنَ ٱلْمُزْنِ } هو بالضم السحاب مطلقاً كما قال المفسر ، أو المراد به أبيضه ، أو المحتوي على الماء . قوله : { جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً } حذفت اللام هنا لعدم الاحتياج إلى التأكيد ، إذ لا يتوهم ملك السحاب وما فيه من الماء ، بخلاف الزرع والأرض ، ففي ذلك شائبة ملك ، فأتى في جانبه بالمؤكد وهو اللام . قوله : ( لا يمكن شربه ) أي والانتفاع الزرع به . قوله : { ٱلَّتِي تُورُونَ } من أوريت الزند ، قدحته لتستخرج ناره ، وأصله توريون استثقلت الضمة على الياء فحذفت فالتقى ساكنان ، حذفت الياء لالتقائهما وقلبت الكسرة ضمة لمناسبة الواو . قوله : ( من الشجر الأخضر ) أي أو من غيره ، وإنما اقتصر على الشجر الأخضر ، لكونه أعظم وأبهر في الدلالة على عظمة الله وباهر قدرته . قوله : ( كالمرخ والعفار ) تقدم الكلام على ذلك في سورة يس ، وأما ( الكلخ ) فهو معروف في بعض بلاد المغرب والشام ، يؤخذ منه قطعتان وتضرب إحداهما فتخرج النار ، وعن ابن عباس أنه قال : ما من شجرة ولا عود إلا وفيه النار سوى العناب . قوله ( المسافرين ) أي وخصوا بالذكر ، لأن منفعتهم بها أكثر من المقيمين ، فإنهم يوقدونها بالليل لتهرب السباع ، ويتهدي الضال ، ونحو ذلك من المنافع . قله : ( من أقوى القوم ) أشار بذلك إلى المراد بالمقوين المسافرون ، وأنه مأخوذ من أقوى القوم إذا صاروا بالقوى ، وهي الأرض الخالية من السكان ، وقيل : المراد بهم ما هو أعم ، لأن المقوي من الأضداد ، يقال للفقير مقو لخلوه من المال ، وللغني لقوته على ما يريد ، والمعنى : جعلناها متاعاً ومنفعة للأغنياء والفقراء المسافرين والحاضرين ، فلا غنى لأحد عنها . قوله : ( بالقصر والمد ) أي مع كسر القاف فيهما . قوله : { فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ } مفرع على ما تقدم ، والمعنى : ادع الخلق إلى توحيده وطاعته ، ووضح لهم الأمر بما تقدم ، فإن لم يهتدوا فارجع إلى ربك وسبحه ولا تلتفت لغيره ، والمراد نزهه عما لا يليق به ، سواء كان بخصوص سبحان الله ، أو بغيره من بقية الأذكار . قوله : ( زائد ) أي لفظ اسم زائد ، والمعنى : سبح ربك وسبح يتعدى بنفسه وبالياء ، وما مشى عليه المفسر ، من زيادة لفظ أسم أحد قولين ، والآخر أنه ليس زائداً ، بل كما يجب تعظيم الذات وتنزيهها عن النقائض ، كذلك يجب تعظيم الاسم وتنزيهه عن النقائض ، ولذا قال الفقهاء : من وجد اسم الله تعالى مكتوباً في ورقة موضوعاً في قذر وتركه فقد كفر ، وذلك لأن التهاون بأسماء الله كالتهاون بذاته ، لأن الاسم دال على المسمى ، وهذا هو الأتم . - فائدة - أثبتوا في الخط ألف اسن هنا ، وحذفوها من البسملة لكثرة دوران البسملة ، في الكلام دون ما هنا .