Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 56, Ayat: 75-80)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : ( لا زائدة ) أي للتأكيد لأن المقصود القسم ، وهذا أحد أقوال فيها ، وقيل : هي لام الابتداء ؛ دخلت على مبتدإ محذوف تقديره أنا أقسم ، حذف المبتدأ فاتصلت بخبره ، وقيل : هي نافية ومنفيها محذوف تقديره فلا يصح قول المشركين فيك وفي قرآنك ، وقوله : { أُقْسِمُ } الخ ، جملة مستأنفة تسلية له صلى الله عليه وسلم . قوله : ( بمساقطها لغروبها ) هذا قول قتادة ، وقيل هو منازلها ، وقيل المراد بمواقع النجوم ، نزول القرآن نجوماً ، فإن الله تعالى أنزله من اللوح المحفوظ ، من السماء العليا إلى السفرة ، الكتابين جملة واحدة ، فنجمه السفرة على جبريل وهو على محمد في عشرين سنة . قوله : { وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } هذه الجملة معترضة بين القسم وجوابه في أثنائها ، جملة معترضة بين الصفة والموصوف وهي قوله : { لَّوْ تَعْلَمُونَ } وليس هذا من باب الاعتراض بأكثر من جملة ، لأن الجملتين في حكم جملة واحدة . قوله : ( أي لو كنتم ) الخ ، أشار بذلك إلى جوب { لَّوْ } محذوف ، إلى أن الفعل منزل منزلة اللام . قوله : ( لعلمتم عظم هذا القسم ) أي لما فيه من الدلالة على عظيم المقدرة وكمال الحكمة ، ولأن آخر الليل الذي هو وقت تساقط النجوم محل الرحمات والعطايا الربانية ، قال تعالى : { وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ ٱلسُّجُودِ } [ ق : 40 ] . قوله : { لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ } أي كثير النفع ، وصف بالكرم لاشتماله على خير الدين والدنيا والآخرة ، ففيه مزيد البيان والنور والاهتداء ، فكل عالم يطلب أصل علمه منه من معقول ومنقول . قوله : ( مصون ) أي من التغيير والتبديل ، فلا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، قال تعالى : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [ الحجر : 9 ] . قوله : ( وهو المصحف ) أي وقيل هو اللوح المحفوظ ، وعليه فمعنى { لاَّ يَمَسُّهُ } لا يطلع عليه إلا الملائكة المطهرون من الأقذار المعنوية ، ولا يكون في الآية دليل لنهي المحدث عن مس المصحف ، قوله : ( خبر بمعنى النهي ) أي فأطلق الخبر وأريد النهي ، وإلا فلو أبقي على خبريته ، للزم عليه الخلف في خبره تعالى ، لأنه كثيراً ما يمس بدون طهارة ، والخلف في خبره تعالى محال ، وما مشى عليه المفسر أحد وجهين ، والآخر أن لا ناهية ، والفعل مجزوم بسكون مقدر على آخره ، منع ظهوره اشتغال المحل بحركة الإدغام ، وإنما حرك بالضم اتباعاً لحركة الهاء . إن قلت : إنه يلزم على هذا الوجه الفصل بين الصفات بجملة أجنبية ، فإن قوله : { تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } صفة رابعة لقرآن . وأجيب : بأنه لا يتعين أن يكون صفة لجواز جعله خبر لمبتدأ محذوف أي وهو تنزيل . قوله : ( منزل ) أشار بذلك إلى أن المصدر بمعنى اسم المفعول .