Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 12-13)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : ( اذكر ) { يَوْمَ تَرَى } أشار بذلك إلى أن { يَوْمَ } ظرف لمحذوف وهو أحد أوجه ، أو ظرف لأجر كريم ، والمعنى لهم أجر كريم في ذلك اليوم ، أو ظرف ليسعى ، والمعنى يسعى نور المؤمنين والمؤمنات يوم تراهم . قوله : { يَسْعَىٰ نُورُهُم } الخ ؛ الجملة حالية لأن الرؤية بصرية ، وهذا إذا لم يجعل عاملاً في يوم . قوله : { بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } أي على الصراط . قوله : { وَ } ( يكون ) { بِأَيْمَانِهِم } قدر ( يكون ) دفعاً لما قد يتوهم من تسليط يسعى عليه أنه يكون النور في جهاته بعيداً عنه ، والمراد بالأيمان جميع الجهات ، فعبر بالبعض عن الكل ، قال عبد الله بن مسعود : يؤتون نورهم على قدر أعمالهم ، فمنهم من يؤتى نوره كالنخلة ، ومنهم من يؤتى نوره كالرجل القائم ، وأدناهم نوراً من نوره على إبهامه ، فيطفأ مرة ويتقد أخرى ، وقال قتادة : ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من المؤمنين من يضيء نوره إلى عدن وصنعاء ودون ذلك ، حتى إن المؤمنين من لا يضيء نوره إلى موضع قدمه " . قوله : ( ويقال لهم ) أي تقول الملائكة الذين يتلقونهم { بُشْرَاكُمُ ٱلْيَوْمَ } أي بشارتكم العظيمة في جميع ما يستقبلكم إلى غير نهاية . قوله : ( أي ادخلوها ) أشار بذلك إلى أن قوله : { جَنَّاتٌ } خبر { بُشْرَاكُمُ } على حذف مضاف . قوله : { ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } أي الجنة وما فيها من النعيم المقيم . قوله : { يَوْمَ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ } بدل من { يَوْمَ تَرَى } . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية أيضاً ، ثم يحتمل أن القراءة الأولى بمعنى هذه ، لأنه يقال : نظره بمعنى انتظره ، وذلك لأنه يسرع بالمؤمنين الخالصين إلى الجنة على نجب ، فيقول المنافقون : انتظرونا لأنا مشاة لا نستطيع لحقوكم ، ويحتمل أن يكون من النظر وهو الإبصار كما قال المفسر ، وذلك لأنهم إذا نظروا إليهم ، استقبلوهم بوجوههم فيضيء لهم المكان . قوله : ( أمهلونا ) أي تمهلوا لنا لندرككم . قوله : { ٱرْجِعُواْ وَرَآءَكُمْ } أي إلى الموقف أو الدنيا ، أو المعنى : ارجعوا خائبين لا سبيل لكم إلى نورنا ، وهذا استهزاء بهم ، وذلك لأنهم لا يستطيعون الرجوع إلى الموقف ولا إلى الدنيا . قوله : { فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ } الفعل مبني للمفعول ، وبسور نائب فاعل والباء زائدة . قوله : ( قيل هو سور الأعراف ) وقيل : حائط يضرب بين الجنة والنار موصوف بما ذكر ، وقيل : هو كناية عن حجبهم عن النور الذي يعطاه المومنون . قوله : { لَّهُ بَابٌ } الجملة صفة لسور ، وقوله : { بَاطِنُهُ فِيهِ ٱلرَّحْمَةُ } صفة ثانية له أيضاً ، ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لباب ، وهو أولى لقربه .