Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 1-1)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { سَبَّحَ للَّهِ } عبر هنا وفي الحشر والصف بالماضي ، وفي الجمعة والتغابن بالمضارع ، وفي الأعلى بالأمر ، وفي الإسراء بالمصدر ، إشعاراً بأن التسبيح مطلوب من الإنسان في كل حال ، وصدر بالمصدر تنبيهاً على أن تنزيهه تعالى مطلق ، لا يتقيد بزمان ولا مكان ولا بفاعل معين ، كما أن المصدر مطلق عن الفاعل والزمان ثم بالماضي لتقدم زمنه ، ثم بالمضارع لشموله للحال والاستقبال ، ثم بالأمر لتأكيد الحث على طلبه من الشخص ، فكأنه قال : حيث علمت أيها الشخص ، أن ربك منزه تنزيهاً مطلقاً ، وسبحه من تقدم من المخلوقات ، واستمروا على تسبيحه ، فعليك بالاشتغال به ، والتسبيح تنزيه المولى عن كل ما لا يليق به قولاً وفعلاً واعتقاداً من سبح في الأرض والماء ذهب وأبعد فيهما ، إن قلت : إن { سَبَّحَ } متعد بنفسه ، فما وجه الإتيان باللام له ؟ أجيب : بأن اللام زائدة للتأكيد ، كما في نصحت له وشكرت له ، وعليه اقتصر المفسر ، أو التعليل ، والمعنى : فعل التسبيح لأجل رضا الله تعالى وخالصاً لوجهه ، لا لغرض آخر . قوله : ( فاللام مزيدة ) أي للتأكيد ، وهو مفرع على قوله : ( أي نزهه ) أو أصلية للتعليل كما علمت . قوله : ( تغليباً للأكثر ) أي وهو غير العاقل ، فالمراد بالسماوات والأرض جهة العلو والسفل ، فيشمل نفس السماوات والأرض ، واعلم أن تسبيح العقلاء بلسان المقال اتفاقاً . واختلف في تسبيح غيرهم ، فقيل بالحال أي إن ذاتها دالة على تنزيه صانعها عن كل نقص ، وقيل بلسان المقال أيضاً ، ولكن لا يطلع على تسبيحها ، إلا من خصه الله بذلك . قوله : { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } ( في ملكه ) أي الغالب على أمره لا يغلبه شيء . قوله : { ٱلْحَكِيمُ } ( في صنعه ) أي يضع الشيء في محله ، فلا حرج عليه ، ولا معقب لحكمه . قوله : { لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } جملة مسأتنفة كالدليل لما قبلها ، كأنه قيل : { هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } ، لأن له ملك السماوات والأرض ، يتصرف فيه على ما يريد .