Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 25-26)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا } اللام موطئة لقسم محذوف ، أي والله لقد أرسلنا الخ . قوله : ( الملائكة إلى الأنبياء ) تبع في ذلك الزمخشري ، ولم يسبقه إليه أحد ، والحامل له على ذلك التفسير تصحيح المعية في قوله : { وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ } لأن الكتب إنما تنزل مع الملائكة ، والمناسب أن يفسر الرسل بالبشر ، كما عليه الجمهور ، لأنه لم ينزل بالكتب والأحكام على الرسل إلا جبريل فقط ، وحينئذ فقوله : { مَعَهُمُ } ظرف متعلق بمحذوف حال منتظرة ، والتقدير : وأنزلنا الكتاب حال كونه آيلاً وصائراً لأن يكون معهم إذا وصل إليهم ، أو مع بمعنى إلى . قوله : ( العدل ) أي فليس المراد بالميزان حقيقته فقط بل ما يشمله وغيره والمراد بالعدل التوسط في الأمور ، فلا يحصل منهم تفريط ولا إفراط . قوله : { لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ } علة لإرسال الرسل وإنزال الكتاب والميزان . قوله : ( أخرجناه من المعادن ) هذا أحد قولين في تفسير الإنزال ، والآخر إبقاؤه على حقيقته ، لما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزل آدم من الجنة معه خمسة أشياء من حديد ، وروي من آلة الحدادين : السندان والكلبتان الميقعة والمطرقة والإبرة ، وروي ومعه المبرد والمسحاة ، وروي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنزل الله تعالى أربع بركات من السماء : الحديد والنار والماء والملح " . وعن ابن عباس أيضاً قال : أنزل الله ثلاثة أشياء مع آدم : الحجر الأسود ، وعصا موسى والحديد اهـ والسندان بكسر السين وفتحها ، والكلبتان آلة يؤخذ بها الحديد المحمى ، والميقعة المبرد . قوله : { فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ } الجملة حالية من { ٱلْحَدِيدَ } . قوله : ( يقاتل به ) أي فمنه الترس ومنه السلاح ونحو ذلك . قوله : { وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ } أي فما من صنعة إلا والحديد له دخل في آلتها . قوله : ( علم مشاهدة ) أي للخلق ، والمعنى ليظهر متعلق علمه لعباده ، فاندفع ما يقال : إن هذا التعليل يوهم حدوث العلم مع أنه قديم . قوله : ( معطوف على ليقوم ) أي لكن المعطوف عليه علة للإرسال والإنزال ، والمعطوف علة لإنزال الحديد ، وفي الحقيقة قوله ليعلم علة للثلاثة . قوله : ( بآلات الحرب ) الخ ، إنما خص النصر بذلك ، لكون المقام والسياق يقتضيه . قوله : ( من هاء ينصره ) أي الواقعة على الله تعالى . قوله : ( غائباً عنهم ) أي متحجباً بجلاله وعظمته . قوله : ( ولا ينصرونه ) أي في الدنيا ، فإن رؤيته تعالى في الدنيا لم تثبت إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم . قوله : ( لا حاجة له إلا النصرة ) أي وإنما هو سعادة لمن يحصل النصر على يديه ، وشقاوة لمن لم يحصل . قوله : ( لكنها تنفع من يأتي بها ) أي فنفع التكاليف عائد على ذوات المكلفين ، قال تعالى : { إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ } [ الإسراء : 7 ] . قوله : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً } الخ معطوف على قوله : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا } وكرر القسم إظهاراً لمزيد الاعتناء والتعظيم ، وخص هذين الرسولين بالذكر ، لأن جميع الأنبياء من ذريتهما ، وذلك لأن نوحاً هو الأب الثاني لجميع البشر ، وإبراهيم أبو العرب والروم وبني إسرائيل . قوله : ( يعني الكتب الأربعة ) أشار بذلك إلى أن أل في الكتاب للجنس . وخص هذه الأربعة لأنها أصول الكتب . قوله : ( والفرقان ) في نسخة القرآن . قوله : { فَمِنْهُمْ مُّهْتَدٍ } أي من الذرية ، أو من المرسل إليهم . قوله : { فَاسِقُونَ } أي كافرون بدليل مقابلته بالمهتد .