Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 58, Ayat: 12-13)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا نَاجَيْتُمُ ٱلرَّسُولَ } الخ ، الحكمة في هذا الأمر ، تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وانتفاع الفقراء ، والنهي عن الإفراط في السؤال ، والتمييز بين المخلص والمنافق ، ومحب الدنيا ومحب الآخرة ، واختلف في هذا الأمر ، فقيل للندب ، وقيل للوجوب ، روي عن علي كرّم الله وجهه أنه قال : إن في كتاب الله آية ما عمل بها أحد غيري ، كان لي دينار فصرفته بعشرة دراهم ، وناجيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر مرات ، أتصدق في كل مرة بدرهم ، وكان يقول : آية في كتاب الله لم يعمل بها أحد قبلي ، ولا يعمل بها أحد بعدي ، وهي آية المناجاة . وروي عنه أيضاً قال : لما نزلت { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا نَاجَيْتُمُ ٱلرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً } فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم ما ترى ديناراً ؟ قلت : لا يطيقونه ، قال : فنصف دينار ؟ قلت لا يطيقونه ، قال : فكم ؟ قلت : شعيرة ، قال : إنك لزهيد ، أي قليل المال ، ففي هذه الآية منقبة عظيمة لعلي بن أبي طالب ، وليس فيها ذم لغيره من الصحابة ، وذلك لأنه لم يتسع الوقت ليعملوا بهذه الآية ، ولو اتسع الوقت ، لم يتخلفوا عن العمل بها ، وعلى القول باتساعه ، فلعل الأغنياء كانوا غائبين ، والفقراء لم يكن بأيديهم شيء . قوله : ( أردتم مناجاته ) أشار بذلك إلى أن الماضي ليس على حقيقته أخذاً من قوله : { فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ } . قوله : { ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ } أي التقديم خير لما فيه من طاعة الله ورسوله . قوله : ( يعني فلا عليكم ) أشار بذلك إلى أن جواب الشرط محذوف ، وقوله : { فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } تعليل للمحذوف ودليل عليه . قوله : ( ثم نسخ ذلك ) أي الأمر بتقديم الصدقة بعد أن استمر زمناً ، قيل هو ساعة ، وقيل يوم ، وقيل عشرة أيام ، واختلفوا في الناسخ للأمر ، فقيل هو الآية بعده وعليه المفسر تبعاً للجمهور ، وقيل هو آية الزكاة . قوله : ( بقوله ) { ءَأَشْفَقْتُمْ } الخ ، مراده الآية بتمامها . قوله : ( بتحقيق الهمزتين ) الخ ، أشار بذلك لأربع قراءات سبعيات ، وبقي قراءة خامسة سبعية ، وذلك لأن التحقيق إما مع إدخال ألف أو بدونه . قوله : ( الفقر ) أشار بذلك إلى أن مفعول { ءَأَشْفَقْتُمْ } محذوف ، والمعنى أخفتم من تقديم الصدقة الاحتياج ؟ . قوله : { فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُواْ } يحتمل أن إذ باقية على بابها من المضي ، والمعنى : إن تركتم ذلك فيما مضى ، فتداركوه بإقامة الصلاة الخ ، ويحتمل أنها بمعنى إن الشرطية . قوله : { وَتَابَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ } الجملة حالية أو مستأنفة معترضة بين الشرط وجوابه . قوله : ( رجع بكم عنها ) أي عن وجوبها ، فنسخها تخفيفاً عليكم . قوله : ( أي دوموا على ذلك ) أي المذكور من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله .