Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 58, Ayat: 14-20)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ تَوَلَّوْاْ قَوْماً } الخ ، المقصود من هذه الآية ، التعجب من حال المنافقين الذين كانوا يتخذون اليهود أولياء ، ويناصحونهم وينقلون إليهم أسرار المؤمنين . وسبب نزولها : " أن عبد الله بن نبتل المنافق . كان يجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرفع حديثه إلى اليهود ، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرة من حجره إذ قال : يدخل عليكم اليوم رجل قلبه قلب جبار ، وينظر بعيني شيطان ، فدخل عبد الله بن بنتل ، وكان أزرق العين ، فقال له النبي صلى الله عليه سلم : علام تشتمني أنت وأصحابك ؟ فحلف بالله ما فعل ، وجاء بأصحابه فحلفوا بالله ما سبوه ، فنزلت هذه الآية " . قوله : { مَّا هُم مِّنكُمْ وَلاَ مِنْهُمْ } إخبار عنهم بأنهم ليسوا من المؤمنين الخلص ، ولا من الكافرين الخلص ، لا ينتسبون إلا هؤلاء وإلا إلى هؤلاء ، وهذه الجملة إما مستأنفة أو حال من فاعل { تَوَلَّوْاْ } . قوله : ( بل هم مذبذبون ) أي مترددون بين الإيمان الخالص والكفر الخالص ، لأن فيهم طرفاً من الإيمان بحسب ظاهرهم ، وطرفاً من الكفر بحسب باطنهم . قوله : { وَهُمْ يَعْلَمُونَ } الجملة حالية من فاعل { يَحْلِفُونَ } والمعنى : يحلفون كاذبين ، والحال أنهم يعلمون ذلك ، فيمينهم غموس لا عذر لهم فيها ، وهذه اليمين توجب لصاحبها الغمس في النار ، إن كان مؤمناً خالصاً ، فما بالك إن كان كافراً ؟ وفائدة الإخبار عنهم بذلك ، بيان ذمهم عليه . قوله : { أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً } مفعولان لا تخذوا ، والمعنى : جعلوا أيمانهم الكاذبة وقاية لأنفسهم وأموالهم ، فلولا ذلك لقوتلوا وأخذ مالهم . قوله : { فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } أي في الآخرة ، والعذاب الأول في الدنيا أو القبر . قوله : ( من عذابه ) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف . قوله : { شَيْئاً } مفعول مطلق كما أشار له بقوله : ( من الأغناء ) . قوله : { كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ } أي في الدنيا . قوله : { وَيَحْسَبُونَ } حال من فاعل { يَحْلِفُونَ } والمعنى يحلفون ، والحال أنهم يظنون أن حلفهم في الآخرة ينفعهم وينجيهم من عذابها ، كما نفعهم في الدنيا بدفع القتال عنهم . قوله : { ٱسْتَحْوَذَ } هذا الفعل مما جاء على الأصل وخولف فيه القياس ، إذ قياسه استحاذ بقلب الواو ألفاً ، كاستعاذ واستقام . قوله : { فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ ٱللَّهِ } أي فلا يذكرونه بألسنتهم ولا بقلوبهم ، وما يقع منهم من صورة الذكر باللسان فهو كذب . قوله : { هُمُ الخَاسِرُونَ } أي لأنهم فوتوا على أنفسهم النعيم الدائم ، وعرضوها للعذاب المقيم . قوله : { أُوْلَـٰئِكَ فِي ٱلأَذَلِّينَ } أي مع الأذلين ، أو معدودون في جملتهم . قوله : ( المغلوبين ) أي وهم الكفار والمنافقون .