Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 58, Ayat: 21-22)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { كَتَبَ ٱللَّهُ } ضمنه معنى أقسم ، ولذا يجاب بما يجاب به القسم وهو قوله : { لأَغْلِبَنَّ } ويصح أن يبقى على ظاهره أو بمعنى قضى ، وعليهما اقتصر المفسر ، ويكون قوله : { لأَغْلِبَنَّ } جواباً لقسم محذوف . قوله : ( بالحجة أو السيف ) أو مانعة خلو تجوز الجمع . فالرسول يغلب تارة بالسيف ، وتارة بالبراهين والدلائل ، وتارة بهما معاً . قوله : { يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } أي إيماناً صحيحاً ، فالمؤمن الموصوف بهذه الصفة ، لا يمكن أن يصادق الكفار ويحبهم بقلبه ، لأنه إن فعل ذلك ، لم يكن صادقاً في إيمانه ، بل يكون منافقاً كما قال الشاعر : @ إذا وفى صديقك من تعادي فقد عاداك وانفصل الكلام @@ وأما البشاشة في وجوه الكفار ظاهراً لأجل الضرورات ، فلا بأس بها لما في الحديث : " إنا لنبش في وجوه قوم وقلوبنا تلعنهم " . قوله : { يُوَآدُّونَ } مفعول ثان لتجد إن كان بمعنى تعلم ، وإن كان بمعنى تقلى فالجملة حال من { قَوْماً } أو صفة ثانية له ، وقدم أولاً الآباء لأنهم تجب طاعتهم ، ثم الأبناء لأنهم أعلق بالقلب ، ثم الاخوان لأنهم الناصرون للشخص ، بمنزلة العضد من الذراع ثم العشيرة ، لأن بها يستغاث وعليها يعتمد . قوله : ( كما وقع لجماعة من الصحابة ) روي عن عبد الله بن مسعود في هذه الآية قالوا { وَلَوْ كَانُوۤاْ آبَآءَهُمْ } يعني أبا عبيدة بن الجراح قتل أباه عبد الله بن الجراح أو أبناءهم يعني أبا بكر الصديق ، دعا ابنه يوم بدر للبراز وقال : يا رسول الله دعني أكن في الرغلة الأولى ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : متعنا بنفسك يا أبا بكر ، أو إخوانهم يعني مصعب بن عمير قتل أخاه عبيد من عمير يوم أحد ، أو عشريتهم يعني عمر بن الخطاب قتل خاله العاصي بن هشام بن المغيرة يوم بدر ، وعلي بن أبي طالب وحمزة وعبيدة قتلوا بني عمهم عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة يوم بدر . وروي أيضاً : أن عبد الله بن عبد الله بن أبي ، هم بقتل أبيه ، فمنعه رسول الله ، ووقع لأبي بكر الصديق أنه صك أباه أبا قحافة ، حيث سمعه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم . قوله : { بِرُوحٍ } ( بنور ) وقيل : الروح النصر ، وقيل القرآن والحجج ، وقيل هو جبريل عليه السلام يأتيهم عند الموت فيطرد الفتانات عنهم . قوله : ( رضي الله عنهم ) أي عاملهم معاملة الراضي ، بأن وفقهم للطاعات ، وقبلها منهم ، وأثابهم عليها . قوله : ( الفائزون ) أي بخير الدنيا والآخرة .