Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 59, Ayat: 2-4)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بيان لبعض آثار قدرته تعالى الباهرة الظاهرة . قوله : { مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ } حال من { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } . قوله : ( هم بنو النضير من اليهود ) أي وهم من ذرية هارون عليه السلام ، نزلوا المدينة في فتن بني إسرائيل ينتظرون بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ليدخلوا في دينه . قوله : ( بالمدينة ) أي أرضها بالقرب منها ، وذلك كانوا بقرية بينها وبين المدينة ميلان . قوله : { لأَوَّلِ ٱلْحَشْرِ } متعلق بأخرج ، وإضافة أول للحشر من إضافة الصفة للموصوف ، أي للحشر الأول ، واعلم أن الحشر أربع : فالأول إجلاء بني النضير ، ثم بعده إجلاء أهل خيبر ، ثم في آخر الزمان تخرج نار من قعر عدن تسوق الناس ، ثم في يوم القيامة حشر جميع الخلق . قوله : ( إلى خيبر ) صوابه من خيبر كما صرح به غيره ، وذلك أن عمر أجلى اليهود من خيبر وجميع جزيرة العرب ، إلى أذرعات وأريحاء من الشام . قوله : { مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُواْ } أي لما كان بهم من القوة وشدة البأس وكثرة أعوانهم من قريظة وقريش ، وبكم من الضعف وقلة العدد . قوله : ( به تم الخبر ) أي بالفاعل تم خبر { أَن } ومحصلة أن الضمير اسم { أَن } و { مَّانِعَتُهُمْ } خبرها ، و { حُصُونُهُم } فاعله ، ويصح أن { مَّانِعَتُهُمْ } خبر مقدم ، و { حُصُونُهُم } مبتدأ مؤخر ، والجملة خبر { أَن } . قوله : ( أمر وعذابه ) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف ، وبه اندفع ما أوهمه ظاهرة الآية ، من أن الله تعالى يوصف بالإتيان ، فأفاد بأن الآية من قبيل المتشابه ، وأوله بتقدير مضاف نظير { وَجَآءَ رَبُّكَ } [ الفجر : 22 ] . قوله : ( لم يخطر ببالهم ) تفسير لقوله : { لَمْ يَحْتَسِبُواْ } . قوله : ( من جهة المؤمنين ) إضافة جهة لما بعده بيانية . والمعنى : جاءهم عذاب الله من جهة لا تخطر ببالهم وهم المؤمنون ، لأنهم مستضعفون بالنسبة لهم ، فلا يخطر ببالهم أنهم يقدرون عليهم . قوله : { وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعْبَ } أي أنزله فيها بشدة ، قوله : ( بسكون العين وضمها ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( بقتل سيدهم ) أي وكان قتله في ربيع الأول من السنة الثالثة كما تقدم . قوله : { يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ } مستأنف أتى به للأخبار عنهم بذلك . قوله : ( بالتشديد والتخفيف ) أي فهما سبعيتان . قوله : ( من أخرب ) راجع للتخفيف ، وأما التشديد فهو من خرب . قوله : ( من خشب ) بفتحتين وضمتين وضم وسكون جمع خشبة . قوله : { بِأَيْدِيهِمْ } أي من داخل الحصون ، وقوله : { وَأَيْدِي ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي من خارجها ليدخلوها ، وعطفها على أيديهم من حيث إنهم سبب في ذلك ، لأن بني النضير لما نقضوا العهد ، كأنهم سلطوا المؤمنين على تخريب دورهم . قوله : { فَٱعْتَبِرُواْ يٰأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ } أي اتعظوا بحالهم ولا تغتروا ولا تعتمدوا على غير الله ، فالاعتبار النظر في حقائق الأشياء ، ليستدل بها على شيء آخر . قوله : { وَلَوْلاَ أَن كَتَبَ ٱللَّهُ } الخ ، { أَن } مصدرية ، وهي وما دخلت عليه في تأويل مصدر مبتدأ ، وخبره محذوف وجوباً ، والتقدير لولا الكتب موجود . قوله : { ٱلْجَلاَءَ } بالفتح والمد ، يطلق على الخروج من الوطن والاخراج منه ، وهو المراد هنا ، ويطلق على الأمر الجلي الواضح . قوله : { وَلَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ عَذَابُ ٱلنَّارِ } كلام مستأنف مبين لعاقبتهم كأنه قال : إن نجوا في الدنيا من القتل ، لم ينجوا في الآخرة من العذاب الدائم ، فهو ثابت لهم على كل حال . قوله : { ذَلِكَ } أي المذكور من العذابين بسبب أنهم الخ . قوله : { وَمَن يُشَآقِّ ٱللَّهَ } { مَن } شرطية ، وقوله : { فَإِنَّ ٱللَّهَ } الخ إما نفس الجزاء وحذف منه العائد ، وقد قدره المفسر بقوله : ( له ) أو تعليل للجزاء المحذوف أي يعاقبه ، وعلى كل فالشرط وجوابه تتميم لما قبله ، وتقدير لمضمونه وتحقيق لسببه .