Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 14-16)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قُلْ أَغَيْرَ ٱللَّهِ } رد لقولهم له كيف تترك دين آبائك ، وغير مفعول أول لاتخذوا قدمه اعتناء بنفي الغيرية ، وولياً مفعول ثان . قوله : ( أعبده ) تفسير لأتخذ ، فالمراد بالولي هنا المعبود ، ويطلق باشتراك على معان منها المعبود ولا يكون إلا الله ، وهو قوله تعالى : { فَٱللَّهُ هُوَ ٱلْوَلِيُّ } [ الشورى : 9 ] ، { ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } [ البقرة : 257 ] ويطلق على القريب والصاحب وعلى المنهمك في طاعة الله . قوله : { فَاطِرِ } بدل من لفظ الجلالة أو نعت . إن قلت إن فاطر اسم فاعل وإضافته لفظية لا تفيده التعريف ، ولفظ الجلالة أعرف المعارف ، وشرط النعت موافقته لمنعوته في التعريف . أجيب بأن محل كون إضافته لفظية إن كان معناه التجدد والحدوث ، وأما هنا فهو من قبيل الصفة المشبهة ، فيكون وصفاً ثابتاً له ، وهذه الجملة كالدليل لما قبلها . قوله : ( مبدعهما ) أي موجدهما على غير مثال سبق ، ففاطر من الفطرة وهي الخلقة ، وفطر خلق وأنشأ ، قال ابن عباس : ما كنت أدري ما معنى فطر وفاطر ، حتى اختصم إلي أعرابيان في بئر ، فقال أحدهما أنا فطرتها أي أنشأتها وابتدأتها . قوله : ( أي يرزق ) تفسير بالأعم ، لأن المعنى يرزق مطعوماً أو غيره ، فليس المراد من الآية قصره على المطعوم . قوله : { وَلاَ يُطْعَمُ } أي لأن المرزوق محتاج لمن يرزقه ، وتنزه الله عن الاحتياج . قوله : { أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ } يحتمل أن من نكرة موصوفة ، فجملة أسلم صفة . والمعنى أن أكون أول فريق أسلم ، أو اسم موصول وما بعدها صلة ، والتقدير أول الفريق الذي أسلم . وقوله : { أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ } الخ أي أمرني ربي أن أكون أول المسلمين ، لأنه يجب عليه الإيمان بأنه رسول ، وبما جاء به من الشرع والأحكام ، فهو أول المسلمين على الإطلاق . قوله : { وَ } ( قيل لي الخ ) أشار بذلك إلى أن قوله : { وَلاَ تَكُونَنَّ } معمول لأخاف ، وجملة { إِنْ عَصَيْتُ } شرطية وجوابها محذوف دل عليه قوله : { أَخَافُ } وهي معترضة بين الفعل وهو أخاف ، ومعموله وهو عذاب . قوله : { مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ } من اسم شرط ، ويصرف فعل الشرط ، ونائب الفاعل مستتر يعود على العذاب على القراءة الأولى ، والفاعل الله على القراءة الثانية ، وعنه جار ومجرور متعلق بيصرف . وقوله : { فَقَدْ رَحِمَهُ } جواب الشرط ، وهو معنى قوله تعالى : { فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ } [ آل عمران : 185 ] . قوله : ( وللفاعل ) أي والمفعول محذوف تقديره العذاب ، والمعنى من يصرف الله العذاب عنه يوم القيامة فقد رحمه ، في ذلك تعريض بأن الكفار لا يرحمون لأنه لا يصرف عنهم العذاب قوله : ( والعائد محذوف ) الأوضح أن يقول والمفعول محذوف ، وهو ضمير يعود على العذاب ، لأن الضمير العائد على من مذكور بقوله عنه ، وأيضاً لا يحتاج للعائد إلا الموصول ، ومن هنا شرطية لا موصولة . قوله : { وَذَلِكَ } أي النجاة يوم القيامة .