Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 155-157)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَهَـٰذَا كِتَٰبٌ } مبتدأ وخبر ، وجملة { أَنزَلْنَـٰهُ } نعت أول لكتاب ، و { مُبَارَكٌ } نعت ثان له ، أي كثير الخير والمنافع ديناً ودنياً ، والمعنى : هذا القرآن العظيم ، كتاب أنزلناه من اللوح المحفوظ ليلة القدر إلى سماء الدنيا في بيت العزة ، ثم نزل مفرقاً على حسب الوقائع ، مبارك كثير الخير والمنافع في الدنيا بالشفاء به ، والأمن من الخسف والمسخ والضلالة والآخرة ، بتلقي السؤال عن صاحبه وشهادته له ، وكونه ظلة على رأسه في حر الموقف ، والرقي به إلى الدرجات العلا . قوله : ( يا أهل مكة ) قصر الخطاب عليهم لأنهم هم المعاندون في ذلك الوقت . قوله : ( بالعمل بما فيه ) بيان لاتباعه . قوله : { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } أي تصيبكم الرحمة في الدنيا والآخرة . قوله : { أَن تَقُولُوۤاْ } مفعول لأجله ، والعامل محذوف قدره المفسر بقوله : ( أنزلناه ) ، ولا يصح أن يكون العامل أنزلناه المذكور ، لأنه يلزم عليه الفصل بين العامل والمعمول بأجنبي ، وهو لفظ مبارك ، وقدر المفسر لا ، لأن الإنزال علة لعدم القول لا للقول ، وقال بعضهم : إن الكلام على حذف مضاف أي كراهة أن تقولوا وكل صحيح . قوله : { إِنَّمَآ أُنزِلَ ٱلْكِتَابُ } أي جنسه الصادق بالتوراة والإنجيل . قوله : { وَإِن } ( مخففة ) أي من الثقيلة . قوله : ( واسمها محذوف ) الخ فيه شيء ، وذلك لأن إن المكسورة إذا خففت ودخلت على فعل ناسخ مثل كنا أهملت ، فلا عمل لها ، ووجب اقتران الخبر باللام ، وذلك كما في هذه الآية . قوله : ( قراءتهم ) أي لكتبهم ، والمعنى لا نفهم معانيها ، لأنها بالعبرانية أو السريانية ، ونحن عرب لا نفهم إلا اللغة العربية . قوله : { لَغَافِلِينَ } أي لا نعلمها ، والمقصود قطع حجتهم وعذرهم بانزال القرآن بلغتهم ، والمعنى نزلنا القرآن بلغتهم ، لئلا يقولوا يوم القيامة إن التوراة والإنجيل أنزلا على طائفتين من قبلنا بلغتهما فلم نفهم ما فيهما . قوله : { أَوْ تَقُولُواْ } عطف على المنفي وهو قطع لعذرهم أيضاً . قوله : { لَكُنَّآ أَهْدَىٰ مِنْهُمْ } أي إلى الحق والطريق المستقيم . قوله : { فَقَدْ جَآءَكُمْ بَيِّنَةٌ } أي لا تعتذروا بذلك فقد جاءكم قوله : ( أي لا أحد ) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي . قوله : { سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ } أي العذاب السيء بمعنى الشديد . قوله : { بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ } الباء سببية ، وما مصدرية ، أي بسبب إعراضهم وتكذيبهم بآيات الله .