Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 153-154)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَأَنَّ هَـٰذَا } يصح أن يرجع اسم الاشارة إلى ما تقدم من أول الربع أو من أول السورة . قوله : { صِرَاطِي مُسْتَقِيماً } أي ديني لا اعوجاج فيه ، فشبه الدين القويم بالصراط ، بمعنى الطريق بجامع أن كلاً يوصل للمقصود ، واستعار اسم المشبه به للمشبه على طريق الاستعارة التصريحية الأصلية . قوله : { فَٱتَّبِعُوهُ } أي اسلكوه ولا تحودوا عنه فتقعوا في الهلاك ، روى الدارقطني عن ابن مسعود قال : خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً خطاً ثم قال : هذا سبيل الله ، ثم خط خطوطاً عن يمينه وخطوطاً عن شماله ثم قال : هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليها ، ثم قرأ هذه الآية ، وفي رواية أنه خط خطاً وخط خطين عن يمينه ، وخط خطين عن شماله ، ثم وضع يده في الخط الأوسط فقال : هذا سبيل الله ثم تلا هذه الآية . قوله : ( الطرق المخالفة ) أي الأديان المباينة له ، فشبه الأديان الباطلة بالطرق المعوجة بجامع أن كلاً يوصل صاحبه إلى المهالك ، واستعير اسم المشبه به للمشبه . قوله : { فَتَفَرَّقَ } بالنصب بأن مضمرة في جواب النهي . قوله : { ذٰلِكُمْ } أي ما مر من اتباع دينه وترك غيره من الأديان . قوله : { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } أي تمتثلون المأمورات ، وتجتنبون المنهيات ، وأتى بالتقوى هنا ، لأن الصراط المستقيم جامع للتكاليف ، وقد أمر باتباعه ، ونهى عن الطرق المعوجة ، فناسب ذكر التقوى . قوله : ( وثم لترتيب الأخبار ) أي الترتيب في الذكر لا في الزمان ، وهو جواب عما يقال إن إيتاء موسى الكتاب ، كان قبل نزول القرآن ، فكيف يعطف بثم المفيدة للترتيب والتراخي ؟ وأجيب أيضاً : بأن ثم لمجرد العطف كالواو ، فلا ترتيب فيها ولا تراخي . قوله : { تَمَاماً } مفعول لأجله ، أي آتيناه الكتاب لأجل تمام النعمة الخ . قوله : ( للنعمة ) أي الدنيوية والأخروية . قوله : { عَلَى ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ } متعلق بتماماً ، ومعنى أحسن قام به الحسن وهو الصفات الجميلة ، وقوله : ( بالقيام به ) سبب لكونه قام به الحسن ، والمعنى تماماً على المحسن منهم بسبب قيامه به ، أي اتباعه له ، وامتثاله مأموراته واجتنابه منهياته ، قوله : { وَتَفْصِيلاً } عطف على : { تَمَاماً } . قوله : ( أي بني إسرائيل ) أي المدلول عليهم بذكر موسى والكتاب . قوله : { بِلِقَآءِ رَبِّهِمْ } متعلق بيؤمنون ، قدم عليه للفاصلة .