Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 1-1)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلْحَمْدُ } . قوله : ( وهو العبد ) أي الحمد بالمعنى اللغوي ، وأما بالمعنى الاصطلاحي ، فهو فعل ينبئ عن تعظيم المنعم بسبب كونه منعماً على الحامد أو غيره . قوله : ( الوصف بالجميل ) زاد بعضهم على جهة التعظيم والتبجيل لإخراج التهكم كقوله تعالى : { ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ } [ الدخان : 49 ] . قوله : ( ثابت ) قدره إشارة إلى أن { للَّهِ } جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ الذي هو الحمد . قوله : ( وهل المراد به الإعلام بذلك ) أي فتكون الجملة خبرية لفظاً ومعنى ، وقوله ( أو الثناء به ) أي فهي خبرية لفظاً إنشائية معنى . قوله : ( أو هما ) أي فهي مستعملة في حقيقتها ومجازها ، فالقصد إعلام العبيد للإيمان به ، وإنشاء الثناء به ، وهذا هو حمد القديم للقديم ، وأل في الحمد يصح أن تكون للاستغراق أو الجنس أو العهد ، واللام في لله للاستحقاق . قوله : ( قاله الشيخ ) أي الجلال المحلي . قوله : { ٱلَّذِي خَلَقَ } صفة لله ، وتعليق الحكم بالمشتق يؤذن بالعلية ، كأنه قيل الوصف بالجميل ثابت له لأنه الخالق للسماوات والأرض ، والمراد بالسماوات ما علا ، فيشمل العرض ، والمراد بالأرض ما سفل ، فيشمل ما تحتها ، وقدم السماوات لأنها أشرف من الأرض ، لكونها مسكن المطهرين لا غير ، والأرض وإن كان فيها الأنبياء لكنها احتوت على الأشرار والمفسدين ، ولأنها سابقة على الأرض كما في سورة النازعات ، قال تعالى : { ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَآءُ بَنَاهَا } [ النازعات : 27 ] إلى أن قال : { وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } [ النازعات : 30 ] ولا منافاة بين آية فصلت ، وبين آية النازعات ، فإن الأرض خلقت أولاً كرة ، ثم خلقت السماوات من دخان كما دلت عليه آية فصلت ، ثم بنى السماء ورفعها ، وأغطش ليلها وأخرج ضحاها ، والأرض بعد ذلك دحاها ، وإنما جمع السماوات لاختلاف أجناسها ، فإن الأولى من موج مكفوف ، والثانية مرمرة بيضاء ، والثالثة من حديد ، والرابعة من نحاس ، والخامسة من فضة ، والسادسة من ذهب والسابعة من ياقوتة حمراء . وأما الأرض وإن كانت سبعاً أيضاً إلا أنها من جنس واحد . واختلف هل الأرض مداد وهو الصحيح ، فالتعداد باعتبار أقطارها ، وقيل طباق كالسماء ، وأما السماء فهي طباق باتفاق . قوله : ( خلق ) كظلمة الليل والأجرام الكثيفة أو معنوية كالشرك والمعاصي . قوله : ( ونور ) أي حسي كالشمس والقمر والنجوم معنوي وسببه الإسلام ، أو حسي وسببه النار . قوله : { ثْمَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } ثم للترتيب الرتبي أي فبعد أن عرفوا الحق سووا به غيره فهو استبعاد لما وقع منهم . قوله : { بِرَبِّهِمْ } يحتمل أنه متعلق بكفروا ، وقوله { يَعْدِلُونَ } مفعوله محذوف قدره المفسر بقوله غيره ومعناه التسوية كما قاله المفسر ، ويحتمل أن بربهم متعلق بيعدلون والياء بمعنى عن ، والتقدير يميلون عن ربهم لغيره ، من العدول وهو الميل عن طريق الهدى .