Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 48-51)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَمَا نُرْسِلُ ٱلْمُرْسَلِينَ } هذا بيان لوظائف المرسلين ، والمعنى أن المرسلين منصبهم البشارة لمن آمن ، والنذارة لمن كفر ، وليسوا قادرين على إيجاد نفع أو ضر ، وإنما جعلهم الله سبباً لذلك . قوله : ( في الآخرة ) احتراز لبيان أن عدم الخوف والحزن هو في الآخرة فقط ، وأما الدنيا فهي محل الخوف والحزن لأنها سجن المؤمن . قوله : { وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ } مقابل قوله فمن آمن كأنه قال فالذين آمنوا وأصلحوا الخ ، وهذا يؤيد أن من موصولة . قوله : { بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } الباء سببية وما مصدرية ، أي بسبب فسقهم ، والفسق الخروج عن الطاعة كلاً أو بعضاً ، فالكافر فاسق لخروجه عن طاعة الله بالكلية . قوله : { قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ } هذا مرتب على قوله { وَمَا نُرْسِلُ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ } كأنه قال ليس على الرسول إلا البشارة والنذارة ، وليس من وظيفته إجابتهم عما سألوه عنه ولا فعل ما طلبوه منه لأنه ليس عنده خزائن الله الخ . قوله : { خَزَآئِنُ ٱللَّهِ } أي لا أدعي أن مقدرات الله من أرزاق وغيرها مفوضة إلي حتى تطلبوا مني قلب الجبال ذهباً وغير ذلك . قوله : { وَلاۤ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ } أي ما غاب عني من أفعال الله حق حتى تسألوني عن وقت الساعة أو وقت نزول العذاب . قوله : { وَلاۤ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ } أي حتى تكلفوني بصفات الملائكة ، كالصعود للسماء ، وعدم المشي في الأسواق ، وعدم الأكل والشرب . وهذه الآية نزلت حين قالوا له : إن كنت رسولاً فاطلب منه أن يوسع علينا ويغني فقرنا ، فأخبر أن ذلك بيد الله لا بيده بقوله : { قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ } ، وقالوا له أيضاً : أخبرنا بمصالحنا ومضارنا في المستقبل حتى نتهيأ لذلك ، فتحصل المصالح وندفع المضار ، فقال لهم : ولا أعلم الغيب فأخبركم بما تريدون ، وقالوا له : ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ويتزوج النساء ، فقال لهم : ولا أقول إني ملك . قوله : { أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ } الهمزة داخلة على المحذوف ، والفاء عاطفة على ذلك المحذوف ، والتقدير ألا تسمعون الحق فلا تتفكرون . قوله : ( فتؤمنون ) معطوف على تتفكرون وليس جواباً للنفي ولا لنصب . قوله : { وَأَنذِرْ بِهِ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ } محط الأمر قوله لعلهم يتقون ، والمعنى أن إنذارك لا ينفع إلا المؤمن العاصي الخائف ، وأما الكافر المعاند فلا ينفع فيه إلا الإنذار ، فلا ينافي أنه مأمور بإنذار كل مخالف أفاد الإنذار أو لا ، وإنما ذلك بيان للذين ينفع فيهم الإنذار . قوله : ( والمراد بهم ) أي بالذين يخافون .