Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 44-47)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُواْ } غاية للفتح ، والمعنى أن من خالف أمر الله وطغى يستدرجه الله بالنعم ويمده بالعطايا الدنيوية ، فإذا فرح بذلك كان عاقبة أمره أخذه أخذ عزيز مقتدر . قوله : { فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَ } إذا فجائية أي فاجأهم الإبلاس بمعنى اليأس من كل خير . قوله : { فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } الدابر التابع من خلف ، يقال دبر الولد ، والده ، ودير فلان القوم ، تبعهم ، فمعنى دابرهم آخرهم ، وهو كناية عن الاستئصال ، فذلك قال بأن استؤصلوا ، أي فلم يبق منهم أحد . قوله : { وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } هذا حمد من الله لنفسه على هلاك الكفار ونصر الرسل ، وفيه تعليم للمؤمنين أنهم يشكرون الله على ذلك ، إذ هو نعمة عظيمة . قوله : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ } هذا تنزل من الله سبحانه وتعالى لكفار مكة لإقامة الحجة عليهم قبل أخذهم . قوله : ( أخبروني ) تقدم أن استعمال رأي في الإخبار مجاز ، وأصل استعمالها في العلم أو في الإبصار ، وتقدم أنها تطلب مفعولين : الأول محذوف لدلالة مفعولي أخذ وهو سمعكم وأبصاركم عليه ، فهو من باب التنازع أعمل الثاني وأضمر في الأول وحذف لأنه فضلة ، والمفعول الثاني هو قوله : { مَّنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ } الخ . قوله : { سَمْعَكُمْ } أفرده وجمع ما بعده ، لأن السمع مصدر لا يثنى ولا يجمع كما تقدم في لبقرة . قوله : { وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ } المراد بالقلوب العقول أي أذهب عقولكم وصيركم كالبهائم فلا تعقلون شيئاً . قوله : ( بما أخذه ) أشار بذلك إلى أنه أفرد باعتبار ما ذكر ، والمعنى من إله غير الله يزعمكم يأتيكم بأي واحد مما أخذ منكم . قوله : ( بزعمكم ) متعلق بقوله من إله غير الله فالمناسب تقديمه . قوله : { ٱنْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ } هذا تعجيب لرسول الله من عدم اعتبارهم بتلك الآيات الباهرة وكيف منصوب على التشبيه بالحال ، والمعنى أنظر يا محمد تصريفنا الآيات على أي كيفية . قوله : { أَرَءَيْتَكُمْ } أي أخبروني ، والمفعول الأول الكاف على حذف مضاف أي أنفسكم ، والمفعول الثاني جملة الاستفهام . قوله : { عَذَابُ ٱللَّهِ } أي كالصيحة والصواعق . قوله : ( ليلاً أو نهاراً ) لف ونشر مرتب ، وهذا التفسير لابن عباس ، وقيل البغتة الذي يأتي من غير سبق علامة ، والجهر الذي يأتي مع سبق علامة كل بالليل أو النهار . قوله : ( الكافرون ) أشار بذلك إلى أن المراد هلاك سخط وغضب ، فاندفع ما يقال إن المصيبة إذا أتت فلا تخص الكافر بل تعم الطائع ، فالجواب أن هلاك الكفار سخط وغضب ، وهلاك المؤمن إثابة ورفع درجات ، والاستثناء مفرغ ، والاستفهام إنكاري بمعنى النفي كما أشار له المفسر .