Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 53-55)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَكَذٰلِكَ } الكاف في محل نصب نعت لمصدر محذوف ، والتقدير مثل ذلك الفتون المتقدم من أخبار الأمم الماضية فتنا بعض هذه الأمم ببعض . قوله : ( والغني بالفقير ) أي ففتنة الغني بالفقير لسبق الفقير إلى الإيمان ، وفتنة الفقير بالغني زينة الدنيا يتمتع فيها مع كفره . قوله : ( بأن قدمنا بالسبق إلى الإيمان ) بيان لفتنة الأغنياء بالفقراء . قوله : { لِّيَقُولوۤاْ } اللام يصح أن تكون لام كي أو لام الصيرورة والعاقبة . قوله : ( منكرين ) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي على سبيل التهكم . قوله : ( قال تعالى ) أي رداً عليهم . قوله : ( بلى ) جواب الاستفهام التقريري . قوله : { وَإِذَا جَآءَكَ } هذا من تتمة ما نزل في الفقراء . قوله : { ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ } وصفهم أولاً بالعبادة وثانياً بالإيمان إظهاراً لمزاياهم . قوله : { فَقُلْ سَلَٰمٌ عَلَيْكُمْ } الخ ، أي اذكر لهم هذه الآية إلى قوله : { } في وقت مجيئهم إليك ، وهذا السلام يحتمل أنه سلام التحية أمر أن يبدأهم به إذا قدموا عليه خصوصية لهم ، وإلا فسنة السلام أن تكون أولاً من القادم ، وعليه فتكون الجملة إنشائية ، ويحتمل أنه سلام الله عليهم إكراماً لهم أمر بتبليغه لهم ، وعليه فتكون الجملة خبرية لفظاً ومعنى ، وسلام مبتدأ ، وعليكم خبره ، وسوغ الابتداء بالنكرة كونه دعاء ، والدعاء من المسوغات . قوله : { كَتَبَ رَبُّكُمْ } أي ألزم نفسه تفضلاً منه وإحساناً . قوله : ( وفي قراءة بالفتح ) أي وهي سبعية أيضاً ، والحاصل أن القراءات ثلاث ، فتحهما وكسرهما ، وفتح الأولى وكسر الثانية ، وكلها سبعية فأما الفتح فيهما فالأولى بدل من الرحمة ، والثانية في محل رفع مبتدأ ، والخبر محذوف ، أي فغفرانه ورحمته في صدر جملة وقعت خبراً لمن الموصولة ، وأما على فتح الأولى وكسر الثانية ، فالأولى بدل ، والثانية استئناف ، فتأمل فإن زبدة احتمالات كثيرة . قوله : ( بدل من الرحمة ) أي بدل شيء من شيء . قوله : { بِجَهَٰلَةٍ } الجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من فاعل { عَمِلَ } ، والتقدير عمل سوءاً حال كونه جاهلاً بما يترتب على معاصيه من العقاب غافلاً عن جلال الله ، وفيه إشارة إلى أن المؤمن لا يقع منه الذنب إلا في حال جهله وغفلته ، وهذه الآية لا تخص الفقراء الذين كانوا في زمنه صلى الله عليه وسلم ، بل هي عامة لكل من تاب إلى يوم القيامة ، ولعموم بشارتها افتتح أبو الحسن الشاذلي حزبه . قوله : { وَلِتَسْتَبِينَ } معطوف على محذوف قدره المفسر بقوله ليظهر الحق ، فطريق الهدى واضحة ، وطريق الضلال واضحة ، لما في الحديث " تركتكم على المحبة البيضاء ليلها كنهارها ونهارها كليلها لا يضل عنها إلا هالك " . قوله : ( وفي قراءة بالتحتانية ) أي ورفع سبيل ، فالقراءات ثلاث وكلها سبعية ، ففي الفوقانية الرفع والنصب ، وفي التحتانية الرفع لا غير . قوله : ( خطاب للنبي ) أي والمعنى لتعلم سبيلهم فتعاملهم بما يليق بهم .