Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 82-83)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } الخ ، يحتمل أن يكون من كلام إبراهيم ، أو من كلام قومه ، أو من كلام الله تعالى ، أقوال للعلماء ، فإن قلنا إنها من كلام إبراهيم ، كان جواباً عن السؤال في قوله فأي الفريقين الخ وكذا قلنا إنها من كلام قومه ، ويكونون أجابوا بما هو حجة عليهم ، وعلى هذين الاحتمالين فهو خبر لمحذوف ، وإن كان من كلام الله تعالى لمجرد الإخبار ، كان الموصول مبتدأ ، وأولئك مبتدأ ثان ، والأمن مبتدأ ثالث ، ولهم خبره ، والجملة خبر أولئك ، وأولئك وخبره خبر الأول . قوله : ( في حديث الصحيحين ) أي ففيهما عن ابن مسعود قال : لما نزلت الذين { آمَنُواْ } الخ ، شق ذلك على المسلمين وقالوا أينا لم يظلم نفسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس ذلك إنما هو للشرك ، ألم تسمعوا قول لقمان لابنه : { يٰبُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِٱللَّهِ إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [ لقمان : 13 ] وهذا ما ذهب إليه أهل السنة ، وذهب المعتزلة إلى أن المراد بالظلم في الآية المعصية لا الشرك ، بناء على أن خلط أحد الشيئين بالآخر يقتضي اجتماعهما ، ولا يتصور خلط الإيمان بالشرك ، لأنهما ضدان لا يجتمعان ، وأجاب أهل السنة بأن الإيمان قد يجامع الشرك ، ويراد بالإيمان مطلق التصديق ، سواء كان باللسان أو بغيره ، وكذا إن أريد به تصديق القلب ، لجواز أن يصدق المشرك بوجود الصانع دون وحدانيته ، كما قال تعالى : { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِٱللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ } [ يوسف : 106 ] أفاده زاده على البيضاوي . قوله : { وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ } أعرب المفسر اسم الاشارة مبتدأ ، وحجتنا بدل منه ، وجملة { ءَاتَيْنَٰهَآ } خبر المبتدأ ، وقوله : { عَلَىٰ قَوْمِهِ } متعلق بمحذوف حال من الهاء في آتيناها ، وهو أحسن الأعاريب وقيل إن تلك حجتنا مبتدأ وخبر ، وآتيناها خبر ثان ، وعلى قومه متعلق بحجتنا ، واسم الإشارة عائد على قوله { فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ ٱلْلَّيْلُ } إلى هنا ، أو من قوله { وَكَذَلِكَ نُرِيۤ إِبْرَاهِيمَ } إلى هنا . وقوله : ( من أفول الكواكب ) أي التي هي الزهرة والقمر والشمس . قوله : ( وما بعده ) أي وهو قوله { وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ } الخ . قوله : { ءَاتَيْنَٰهَآ إِبْرَٰهِيمَ } أي بوحي أو إلهام . قوله : ( حجة ) { عَلَىٰ قَوْمِهِ } قدره المفسر إشارة إلى أن الجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من الهاء في آتيناها . قوله : { نَرْفَعُ دَرَجَٰتٍ مَّن نَّشَآءُ } مفعول نشاء محذوف تقديره رفعها . قوله : ( بالإضافة والتنوين ) أي فهما قراءتان سبعيتان فعلى الإضافة المفعول به هو درجات وعلى التنوين هو من نشاء ، ودرجات ظرف لنرفع ، والتقدير نرفع من نشاء في درجات . قوله : ( في العلم والحكمة ) قيل هي النبوة ، فالعطف مغاير ، وقيل العلم النافع ، فالعطف خاص على عام اعتناء بشرف نفع العلم وإظهاراً لفضله . قوله : { إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ } أي يضع الشيء في محله ، وهو كالدليل لما قبله ، والمعنى أن الله لا معقب لحكمه ، فيرفع من يشاء ، ويضع من يشاء ، لا اعتراض عليه ، فإنه { حَكِيمٌ } يضع الشيء في محله ، { عَلِيمٌ } لا يخفى عليه شيء .