Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 8-11)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَقَالُواْ لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ } هذا من جملة عنادهم وكفرهم . قوله : ( فلم يؤمنوا ) مرتب على قوله : { وَلَوْ أَنزَلْنَا } فهو من تتمة الشرط ، والمعنى أن الله لو أجابهم بإنزال ملك ولم يؤمنوا لأهلكهم كمن قبلهم مع أنه قال { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ } [ الأنفال : 33 ] فعدم إجابتهم رحمة بهم . قوله : { وَلَوْ جَعَلْنَٰهُ مَلَكاً } رد لقوله هلا كان رسولنا من الملائكة لا من البشر . قوله : ( أي على صورته ) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف أي صورة رجل ، فالشبه في الصورة فقط . قوله : ( إذ لا قوة للشر على رؤية الملك ) أي ولذلك كان يأتي الأنبياء على صورة رجل ، ولم ير الملك على صورته الأصلية أحد من البشر إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين : مر في الأرض عند غار حراء ، ومرة في السماء عند سدرة المنتهى ليلة الإسراء . قوله : { وَلَلَبَسْنَا } جعله المفسر جواب شرط محذوف والواو داخلة على فعل الشرط المحذوف قدره بقوله : ( ولو جعلناه رجلاً ) والمناسب للمفسر الاقتصاد على ذلك ، ويحذف قوله { وَ } ( لو أنزلناه ) ولبس بفتح الباء يلبس بكسرها ، خلط يخلط والتبس اختلط واشتبه ، وأما لبس بكسر الباء يلبس بفتحها سلك الثوب في العنق . قوله : { وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ } فلا تحزن واصبر على أذاهم ، فإن الله كافيك شرهم . قوله : ( فكذا يحيق بمن استهزأ بك ) أي لكن لا على الوجه الذي حاق بهم من عموم العذاب ، بل بأخذ المتمرد بخصوصه ، وقد فعل الله له ذلك . قال تعالى : و { إِنَّا كَفَيْنَاكَ ٱلْمُسْتَهْزِئِينَ } [ الحجر : 95 ] . قوله : { قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ } هذا استشهاد على ما تقدم ، كأنه قيل إن لم تصدقوا خبر ربكم بأنه حاق بالذين سخروا وكذبوا أنبياءهم العذاب فسيروا وعاينوا آثارهم . قوله : { ثُمَّ ٱنْظُرُوا } أتى بثم لأنه لا يحسن التفكر والاستدلال ، ولا بثم إلا بعد تمام السير ومعاينة الآثار . قوله : { كَيْفَ } اسم استفهام خبر كان وعاقبة اسمها ، وإنما قدم الخبر عليها وعلى اسمها ، لأن اسم الاستفهام له الصدارة . قوله : ( ليعتبروا ) أي يتعظوا فبالسير والتفكر يحصل الاستدلال والنور التام ، ومن هنا أخذت الصوفية السياحة ، لأن من جملة ما يعين على الوصول إلى الله والترقي إلى المعارف النظر والتفكر في مصنوعاته ، قال تعالى { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ } [ فصلت : 53 ] .