Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 6-7)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَلَمْ يَرَوْاْ } هذا إخبار من الله ببذل النصح لهم ، ومع ذلك فلم يهتدوا ، والهمزة داخلة على محذوف تقديره أعموا ورأى إما بصرية ، وعليه درج المفسر حيث قال في أسفارهم إلى الشام وغيرها ، وعليه فقوله { كَمْ أَهْلَكْنَا } سدت مسد مفعولها أو علمية فتكون الجملة سدت مسد مفعوليها ، والأحسن الأول . قوله : ( وغيرها ) أي كاليمن ، فإنه كان لهم رحلتان : رحلة في الصيف للشام ، ورحلة في الشتاء لليمن ، كما يأتي في سورة قريش . قوله : ( خبرية ) أي وهي مفعول مقدم لأهلكنا . قوله : { مِن قَبْلِهِم } أي قبل وجودهم أو قبل زمانهم ، فالكلام على حذف مضاف . قوله : { مِّن قَرْنٍ } بيان لكم ، والقرن يطلق على الأمة وعليه درج المفسر ، ويطلق على الزمان ، واختلف في حده ، فقيل مائة سنة وهو الأشهر ، وقيل مائة وعشرون ، وقيل ثمانون ، وقيل ستون ، وقيل أربعون ، وقيل غير ذلك . قوله : { مَّكَّنَّٰهُمْ } وصف للقرن ، وجمعه باعتبار معناه ، لأن القرن اسم جمع كرهط ، وقوم لفظه مفرد ، ومعناه جمع . قوله : ( بالقوة والسعة ) أي في الدنيا حتى صاروا ذوي شهامة وغنى عظيم ، ومع ذلك فلم تغن عنهم أموالهم ولا أنفسهم من الله شيئاً . قوله : ( فيه التفاف عن الغيبة ) أو ونكتته الاعتناء بشأن المخاطبين حيث خاطبهم مشافهة . قوله : { وَأَرْسَلْنَا ٱلسَّمَآءَ عَلَيْهِم مِّدْرَاراً } وصف ثان للقرن . قوله : { وَجَعَلْنَا ٱلأَنْهَارَ } وصف ثالث له ، والمعنى أن من مضى من قبلكم من الأمم أعطيناهم القوة الشديدة في الجسم والسعة في الأموال والأولاد ومع ذلك فلم ينفعهم من ذلك شيء ، فلا تأمنوا سطوتي بالأولى منهم . وقال الشاعر : @ لا يأمن الدهر ذو بغى ولو ملكاً جنوده ضاق عنها السهل والجبل @@ قوله : { وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً } كلام مستأنف دفع به ما يقال حيث هلك من هلك فقد خرب الكون ، فأجاب بأنه كلما أهلك جماعة أتى بغيرهم ، فإنه قادر على ذلك والقادر لا يعجزه شيء . قوله : { قَرْناً } هنا بالأفراد ، وفي بعض الآيات بالجمع ، والمعنى واحد ، فإن المراد به الجنس وجمع آخرين باعتبار معنى القرن . قوله : { وَلَوْ نَزَّلْنَا } شروع في بيان زيادة كفرهم وتسلية له صلى الله عليه وسلم على عدم إيمانهم به ، وهو رد لقول النضر بن الحرث ، وعبد الله بن أمية ، ونوفل بن خويلد ( لن نؤمن لك حتى تنزل علينا كتاباً نقرؤه ) ومعه أربعة من الملائكة يشهدون بأنك صادق . قوله : ( مكتوباً ) إشارة إلى أنه أطلق المصدر ، وأراد اسم المفعول . قوله : { قِرْطَاسٍ } القراءة بكسر القاف لا غير ، ويجوز في غير القرآن فتح القاف وضمها ؛ ويقال قرطس كجعفر ودرهم ، ما يكتب فيه مطلقاً رقاً أو غيره ، فتفسيره له بالرق بفتح الراء على الأفصح تفسير بالأخص . قوله : ( كما اقترحوه ) أي اخترعوه من الآيات . قوله : { إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } إن نافية بمعنى ما ، وهذا مبتدأ ، وسحر خبره ، ومبين صفته ، والجملة مقول القول .