Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 96-98)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { سَكَناً } أي محل واستراحة . قوله : ( يسكن فيه الخلق ) أي جميعها حتى الهوام والمياه . قوله : ( عطفاً على محل الليل ) أي وهو النصب حسباناً معطوف على سكناً ففيه العطف على معمولي عامل واحد وهو جاعل ، والتقدير : وجاعل الشمس والقمر حسباناً معطوف على سكناً ففيه العطف على معمولي عامل واحد وهو جاعل ، والتقدير : وجاعل الشمس والقمر حسباناً وذلك جائز باتفاق . قوله : { حُسْبَاناً } مصدر حسب وكذا الحسبان بكسر الحاء والحساب فله ثلاثة مصادر . قوله : ( حساباً للأوقات ) أي ضبطاً لها ، أي علامة ضبط ، لكن الشمس يتم دورانها في سنة والقمر في شهر ، وذلك لنفع العباد دنياً وديناً ، قال تعالى { } قوله : ( أو الباء محذوفة ) أي فهو منصوب بنزع الخافض . قوله : ( وهو حال من مقدر ) لو قال متعلق بقدر لكان أحسن ، لأنك إذا تأملت تجد المحذوف هو الحال ، على أن جاهل بمعنى خالق ، وأما إن جعل بمعنى صير فهو مفعول ثان ، وهو إشارة لتقدير ثان في الآية . قوله : { ٱلْعَزِيزِ } أي الغالب على أمره . قوله : { ٱلْعَلِيمِ } أي ذو العلم التام . قوله : { وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ } أي خلق ، و { لَكُمُ } متعلق بجهل ، و { لِتَهْتَدُواْ } بدل من لكم بدل اشتمال ، فلم يلزم عليه تعلق جر في جر متحدي اللفظ ، والمعنى بعامل واحد ، ونظيره قوله تعالى { لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ } [ الزخرف : 33 ] فلبيوتهم بدل من لمن يكفر بإعادة العامل . قوله : { أَنشَأَكُم } إنما عبر به لموافقة ما يأتي في قوله : ( وأنشأنا من بعدهم ) ، وقوله { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَ جَنَّٰتٍ } [ الأنعام : 141 ] . قوله : ( هي آدم ) أي فكل أفراد النوع الإنساني منه . قوله : { فَمُسْتَقَرٌّ } بالكسر اسم فاعل وصف ، والمعنى منكم من استقر في الرحم ، وعبر في جانبه بالاستقرار ، لأن زمن بقاء النطفة في الرحم أكثر من زمن بقائها في الصلب . قوله : ( وفي قراءة بفتح القاف ) أي وأما مستودع فليس فيه إلا فتح الدال ، لكن على قراءة الكسر يكون معنى مستودع شيء مودوع وهو النطفة ، وعلى الفتح مكان استيداع وهو الصلب . قوله : { يَفْقَهُونَ } أي يفهمون الأسرار والدقائق ، وعبر هنا يفقهون إشارة إلى أن أطوار الإنسان وما احتوى عليه الإنسان أمر خفي تتحير فيه الألباب ، بخلاف النجوم فأمرها ظاهر مشاهد ، فعبر فيها بيعلمون .