Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 61, Ayat: 1-2)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : ( فاللام مزيدة ) أي للتأكيد ، وقيل للتعليل ، أي سبحوا لأجل الله ابتغاء وجهه ، لا طلباً لثواب ، ولا خوفاً من عقاب ، وهذا أعلى مراتب العمل ، وقد تقدم نظير ذلك ، وأعاد ما الموصولة في قوله : { وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } هنا ، وفي الحشر والجمعة والتغابن لأنه الأصل ، وتركه في الحديد مشاكلة لقوله فيها بعد { لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } [ الحديد : 2 ] وقوله : { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ } [ الحديد : 4 ] . قوله : { لِمَ تَقُولُونَ } استفهام إنكاري ، جيء به للتوبيخ لمن يدعي ما ليس فيه ، فإن وقع ذلك إخباراً عن أمر في الماضي فهو كذب ، وإن وقع في المستقبل يكون خلفاً للوعد ، وكلاهما مذموم ، ولام الجر داخلة على ما الاستفهامية ، وحذفت ألفها ، لذلك قال ابن مالك : @ وما في الاستفهام إن جرت حذف ألفها وأولها الها إن تقف @@ قوله : ( في طلب الجهاد ) سبب نزول هذه الآية : أنه لما سمع أصحاب رسول الله ، مدح الجهاد ومدح أهل بدر ، قالوا : لئن لقينا قتالاً لنفرغن فيه وسعنا ، ففروا يوم أحد ، فنزلت هذه الآية توبيخاً لهم ، وهذا خارج مخرج التخويف والزجر ، وقيل : نزلت في المنافقين ، كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه : إن خرجتم وقاتلتم ، خرجنا معكم وقاتلنا ، فلما خرج النبي وأصحابه ، نكصوا على عقبهم وتخلفوا ، وحينئذ فتسميتهم مؤمنين بحسب الظاهر ، والذم على حقيقته . قوله : ( إذا انهزمتم بأحد ) تعليل لقوله : { مَا لاَ تَفْعَلُونَ } .