Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 61, Ayat: 3-5)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : ( تمييز ) أي محمول عن الفاعل ، والأصل كبر مقت قولهم ، والمقت أشد البغض ، وهو من أمثلة التعجب في مقام الذم . قوله : ( ينصر ويكرم ) هذا معنى المحبة في حق الله لأن حقيقتها وهو ميل القلب مستحيل على الله ، ومن لازم الميل الإكرام والنصر ، فأطلق على الله باعتبار هذا الكلام . قوله : ( حال ) أي من الواو في { يُقَاتِلُونَ } وقوله : ( أي صافين ) فسره بمشتق لصحة الحالية ، ومفعوله محذوف أي أنفسهم . قوله : ( ملزق بعضه إلى بعض ) أي كأنه بني بالرصاص ، أو معنى المرصوص : الملتئم الأجزاء ، المستويها ، المحكمها ، ومن كان كذلك لا يهزم ولا يقام . قوله : { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ } ذكر قصة موسى وعيسى اجمالاً ، تسلية للنبي عليه الصلاة والسلام ، ليصبر على أذى قومه ، وتذكيراً لتفاصيلها المتقدمة ، وابتدأ بقصة موسى لاسبقيته في الزمن . قوله : ( قالوا إنه آدر ) وسبب تهمتهم له بذلك ، ستره للعورة من صغره فلم يروه فعيبوه بذلك ، وتقدم ذلك عن قوله تعالى { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ آذَوْاْ مُوسَىٰ } [ الأحزاب : 69 ] الآية . قوله : ( وكذبوه ) معطوف على ( قالوا ) أي عيبوه في جسمعه ، وأنكروا ما جاء به وكذبوه . قوله : { وَقَد } ( للتحقيق ) أي تحقق علمهم برسالته ، وذلك يوجب تعظيمه ويمنع ايذاءه . قوله : { فَلَمَّا زَاغُوۤاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمْ } مقتضى هذا التركيب ، أن زيغهم لازاغة الله قلوبهم ، مع أن الأمر بالعكس ، لأن العبد لا يزيغ ، إلا إن أزاغه الله وصرفه عن الهدى . وأجيب : أنهم لما فعلوا سبب الزيغ ، وهو إيذاء موسى ، أزاغ الله قلوبهم عن الهدى وقت إيذائهم ، على وفق ما أراده أزلاً ، وقد أشار لذلك المفسر ، ويشهد لذلك قضية إبليس ، فإنه كانت مطيعاً ، فلما خالف مولاه وعاند زاغ ، فأزاغ الله قلبه وطرده ، موافقة لما نجزه بإرادته أزلاً ، فزيغ العبد سبب لازاغة الله له ، باعتبار إظهاره القدرة لذلك الآن ، على وفق ما أراده الله ونجزه أزلاً فليحفظ . قوله : ( الكافرين في علمه ) هذا جواب عما يقال : إن الله هدى كثيراً من الكفار بأن وفقهم للإسلام . وحاصل الجواب : أن من أسلم وهداه الله ، لم يكن في الأزل مكتوباً كافراً ، وأما من علم الله كفره في الأزل يهديه ، ولا بد من موته على الكفر ، ولو عاش طول عمره مسلماً .