Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 62, Ayat: 2-4)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فِي ٱلأُمِّيِّينَ } أي اليها ، وكذا قوله : { وَآخَرِينَ مِنْهُمْ } فهو على حد قوله : { لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ } [ التوبة : 128 ] والحكمة في اقتصاره على الأميين ، مع أنه رسول الله إلى كافة الخلق ، تشريف العرب حيث أضيف اليهم . قوله : { رَسُولاً مِّنْهُمْ } أي من جملتهم ومن نسبتهم ، فما من وحي من العرب ، إلا وله فيهم قرابة ، ولهم عليه ولادة ، إلا بني تغلب ، فإن الله طهره منهم لنصرانيتهم كما قاله ابن اسحاق ، والحكمة في كونه صلى الله عليه وسلم أمياً مثلهم ، لكونه في كتب الأنبياء منعوتاً بذلك ، وأيضاً لدفع توهم الاستعانة بالكتابة ، على ما أتي به من الوحي ، ليكون حاله مماثلة لحال أمته الذين بعث فيهم ، فيكون أقرب إلى صدقه ، وأبعد من التهم ، لكن وصف الأمية كمال حقه ، نقص في حق غيره . قوله : { يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ } حال من قوله : { رَسُولاً } . قوله : ( يطهرهم من الشرك ) أي يزيل عنهم الشبه وفساد العقيدة حتى يصيروا أزكياء . قوله : ( مخففة من الثقيلة ) أي بدليل وقوع اللام في خبرها . قوله : ( عطف على الأميين ) أي فهو مجرور ، والمعنى : بعث إلى المؤمنين الموجودين ، إلى الآتين منهم بعدهم ، فليست رسالته خاصة بمن كان موجوداً في زمنه ، بل هي عامة لهم ولغيرهم إلى يوم القيامة ، وما تقدم في الأميين من قوله : { يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ } الخ ، يجري في قوله : { وَآخَرِينَ } لكن التلاوة والتعليم والتزكية بنفسه لمن كان في زمنه ، وبالواسطة لمن يأتي بعدهم إلى يوم القيامة . قوله : ( أي الموجودين منهم ) تفسير للأميين المعطوف عليه ، وقوله : ( والآتين ) تفسير لآخرين ، وفي نسخة وآتين وهي مشاكلة لآخرين في عدم التعريف . قوله : { لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ } أي في السبق إلى الإسلام والشرف ، وهذا النافي مستمر دائماً ، لأن الصحابة لا يلحقهم ولا يساويهم في فضلهم أحد ممن بعدهم ، ولذا فسر لما بلم ، وذلك لأن منفي ( لم ) أعم من كونه متوقع الحصول أو لا ، بخلاف { لَمَّا } فمنفيها متوقع الحصول وليس مراداً . قوله : ( والاقتصار عليهم ) أي على التابعين في تفسير الآخرين ، وهو جواب عما يقال : ما حكمة الاقتصار على التابعين الذين هم أفضل ممن بعدهم ، لزم منهم تفضيلهم على جميع الناس إلى يوم القيامة ، لأن كل قرن خير مما يليه قوله : ( ممن بعث إليهم ) بيان لقوله : ( من عداهم ) وقوله : ( من جميع ) الخ ، بيان لقوله : ( ممن بعث إليهم ) . قوله : ( لأن كل قرن ) تعليل لقوله : ( كاف ) . قوله : { ذَلِكَ } أي ما ذكر من تفضيل الرسول وقومه . قوله : ( النبي ) تفسير لمن يشاء ، وقوله : ( ومن ذكر معه ) هم الأميون والآخرون .