Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 63, Ayat: 8-11)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَآ } الخ ، حكاية لبعض قبائحهم التي قالوها . قوله : ( من غزة بني المصطلق ) وكانت في السنة الرابعة ، وقيل في الثالثة ، وسببها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه أن بني المصطلق يجتمعون لحربه ، وقائدهم الحرث بن أبي ضرار ، وهو أبو جويرية زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما سمع ذلك ، خرج اليهم حتى لقيهم على ماء من مياههم يقال له المريسيع ، من ناحية قديد إلى الساحل فوقع القتال ، فهزم الله المصطلق ، وأمكن رسوله من أبنائهم ونسائهم وأموالهم ، وكان سبيهم سبعمائة ، فلما أخذ النبي جويرية من السبي لنفسه أعتقها وتزوجها ، فقال المسلمون : صار بنو المصطلق أصهار رسول الله ، فأطلقوا ما بأيديهم من السبي إكراماً لرسول الله ، ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها : ما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها من جويرية ، ولقد اعتق بتزويج رسول الله لها مائة أهل بيت من بني المصطلق . قوله : { وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ } الجملة حالية ، أي قالوا ما ذكر ، والحال أن العزة لله الخ ، وعزة الله قهره وغلبته لأعدائه ، وعزة رسوله اظهار دينه على الأديان كلها ، وعزة المؤمنين نصر الله إياهم على أعدائهم . قوله : { وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } ختم هذه الآية بلا يعلمون ، وما قبلها بلا يفقهون ، لأن الأول متصل بقوله : { وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } [ المنافقون : 7 ] وفي معرفتها غموض يحتاج إلى فقه ، فناسب نفي الفقة ، وهذا متصل بقوله : { وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ } الخ ، وفي معرفته غموض زائد يحتاج إلى علم ، فناسب نفي العلم عنهم . قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } الخ ، نهي للمؤمنين عن التشبه بالمنافقين ، في الاغترار بالأموال والأولاد . قوله : ( الصلوات الخمس ) هذا قول الضحاك ، وقال الحسن : عن جميع الفرائض ، وقيل عن الحج والزكاة ، وقيل عن قراءة القرآن ، وقيل عن سائر الأذكار وهو الأتم . قوله : { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ } أي لإيثارهم الفاني على الباقي ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالماً ومتعلماً " . قوله : { مَّا رَزَقْنَاكُمْ } من تبعيضية ، وفي التبعيض بإسناد الرزق منه تعالى إلى نفسه ، زيادة ترغيب في الامتثال ، حيث كان الرزق له تعالى بالحقيقة ، ومع ذلك اكتفى منهم ببعضه . قوله : { مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ } أي أماراته ومقدماته . قوله : { فَيَقُولَ رَبِّ } معطوف على { أَن يَأْتِيَ } مسبب عنه . قوله : ( بمعنى هلا ) أي التي معناها التحضيض ، ويخص بما لفظه ماض ، وهو في تأويل المضارع كما هنا ، واللائق هنا أن تكون بمعنى العرض الذي هو الطلب بلين ورفق ، لاستحالة معنى التحضيض هنا الطلب بحث وإزعاج . قوله : ( ولو التمني ) أي والتقدير على هذا ، ليتك أخرتني إلى أجل قريب . قوله : { إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ } أي زمن قليل ، فأستدرك فيه ما فاتني . قوله : ( بالزكاة ) أي وبكل حق واجب ، كالديون وحقوق العباد . قوله : { وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } برسم بدون واو كما في خط المصحف ، وأما اللفظ ففيه قراءتان سبعيتان إثبات الواو والنصب بالعطف على { فَأَصَّدَّقَ } المنصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية في جواب العرض ، أو التمني وحذف الواو والجزم بالعطف على { فَأَصَّدَّقَ } لملاحظة جزمها في جواب الطلب ، أي إن أخرتني أصدق وأكن . قوله : ( عند الموت ) أي رؤية امارته كما تقدم . قوله : { وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفْساً } جملة مستأنفة جواب عن سؤال مقدر تقديره هل يؤخر هذا التمني ؟ فقال : { وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفْساً } الخ ، وهو نكرة في سياق النفي تعم ، قوله : ( بالياء والتاء ) أي فالباء لمناسبة قوله : { وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ } والتاء المثناة فوق لمناسبة قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ } . - تتمة - استنبط بعضهم في هذه الآية عمر النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن السورة تمام ثلاث وستين ، وعقبت بالتغابن الذي هو ظهور الغبن بوفاته صلى الله عليه وسلم وهو من المعاني الإشارية .