Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 64, Ayat: 2-3)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ } أي تعلقت إرادته بخلقكم أزلاً ، وقوله : { فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُمْ مُّؤْمِنٌ } أي بحسب تعلق قدرته وإرادته ، فما قدر أزلاً من كفر وإيمان ، لا بد وأن يموت الشخص عليه ، لما في الحديث : " إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة ، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار ، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها " . واعلم أن القسمة رباعية : شخص كتب سعيداً في الأزل ، ويظهر مؤمناً ويموت عليه . وشخص كتب شقياً في الأزل ، فيعيش كافراً ويموت كذلك ، وشخص كتب سعيداً في الأزل ، فيعيش كافراً ويختم له بالإيمان ، وهذا الثلاثة كثيرة الوقوع . وشخص يعيش مؤمناً ، ويختم له بالكفر ، وذلك أندر من الكبريت الأحمر . بالجملة فالخاتمة تظهر السابقة ، لأن ماقدر في الأزل ، لا يغير ولا يبدل . قوله : ( ثم يميتهم ويعيدهم ) فيه التفات من الخطاب للغيبة ، وإلا فمقتضى الظاهر أن يقول : ثم يميتكم ويعيدكم . قوله : { بِٱلْحَقِّ } أي الحكمة والبالغة لا عبثاً . قوله : ( إذ جعل شكل الآدمي أحسن الأشكال ) أي فجعل رأسه لأعلى ، ورجليه لأسفل ، وذراعيه في جنبيه ، وجعله منتصب القامة . إن قلت : قد يوجد كثير من الناس مشوه الخلق . أجيب : بأن التشويه بالنسبة لأبناء جنسه ، لا بالنسبة لصور البهائم مثلاً ، إذ لو قابلت بين الصورة المشوهة ، وبين صورة الغزال ، لرأت صورة البشر المشوهة أحسن .