Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 65, Ayat: 11-12)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ } نعت لرسولاً . قوله : { مُبَيِّنَاتٍ } حال من { آيَاتِ } . قوله : ( كما تقدم ) أي في قوله : ( بفاحشة مبينة ) من أن المفتوح من المتعدي ، والمكسور من اللازم ، أي بينها الله ، أو هي بينة في نفسها . قوله : { لِّيُخْرِجَ } متعلق بيتلو ، فالضمير راجع لمحمد صلى الله عليه وسلم ، أو متعلق بأنزل ، فالضمير عائد على الله تعالى ، وكل صحيح . قوله : ( وفي قراءة بالنون ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : { خَالِدِينَ فِيهَآ } حال مقدرة ، أي مقدرين الخلود . قوله : { قَدْ أَحْسَنَ ٱللَّهُ لَهُ رِزْقاً } أي عظيماً عجيباً ، والجملة حال ثانية ، أو حال من الضمير في { خَالِدِينَ } فتكون متداخلة . قوله : { وَمِنَ ٱلأَرْضِ مِثْلَهُنَّ } عامة القراء على نصب مثلهن ، ووجه أنه معطوف على { سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ } أو مفعول لمحذوف تقديره : وخلق مثلهن من الأرض ، وقرئ شذوذاً بالرفع على الابتداء ، والجار والمجرور خبره مقدم عليه . قوله : ( يعني سبع أرضين ) اعلم أن العلماء أجمعوا على أن السماوات سبع طباق ، بعضها فوق بعض ، وأما الأرضون فالجمهور على أنها سبع كالسماوات بعضها فوق بعض ، وفي كل أرض سكان من خلق الله ، وعلليه فدعوة الإسلام مختصة بأهل الأرض العليا ، لأنه الثابت والمنقول ، ولم يثبت أنه صلى الله عليه وسلم ، ولا أحد ممن قبله ، نزل إلى الأرض الثانية ، ولا غيرها من باقي الأرضين ، وبلغهم الدعوة ، وهل جعل الله لما تحت الأرض العليا ضوءاً آخر غير الشمس والقمر ، أو يستمدون الضوء منهما ؟ قولان للعلماء ، وقيل : إنها طباق ملزوقة بعضها ببعض ، وقيل : ليست طباقاً بل منبسطة تفرق بينها البحار ، وتظل الجميع السماء ، والأول هو الأصح . قوله : ( ينزل به جبريل ) أي بالوحي بمعنى التصريف ، والمعنى : أن أمر الله وقضاءه ، يجري وينزل من السماء السابعة إلى الأرض السابعة ، فهو سبحانه وتعالى متصرف في كل ذرة منها ، وأما إن أريد بالوحي وحي التكليف بالأحكام ، فالمراد بقوله : { بَيْنَهُنَّ } أي بين السماوات والأراضي السبع ، فيكون فوق الأرض وتحت السماوات . قوله : ( متعلق بمحذوف ) أي على أنه علة له ، والمعنى : حكمة إعلامه لكم بهذا الخلق ، صيرورتكم علماء بأن الله على كل شيء قدير ، الخ . قوله : { عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } أي من غير هذا العالم ، بحيث يمكن أن يخلق خلقاً آخر أبدع من هذا العالم ، وهذا كله بالنظر للإمكان العقلي ، فلا يخالف ما نقل عن الغزالي من قوله : ليس في الإمكان أبدع مما كان ، لأن معناه تعلق علم الله في الأزل ، بأنه لا يخلق عالماً غير هذا العالم ، فمن حيث تعلق العلم بعدمه ، صار غير ممكن ، لأنه لو وقع لانقلب العلم جهلاً ، فهي استحالة عرضية ، وهناك أجوبة أخر ذكرناها في كتاب الجوهرة .